لقد قرأت ما كتبه يوسف المحيميد يوم الخميس 24-5-1432هـ في جريدة الجزيرة عن مقاضاة الوزير فجعلني أتساءل: هل الدعاة ضد التنمية وهذا الرأي غير صحيح؟ فعندما يطالب الدعاة مثلاً أن تكون بنوكنا بلا ربا فقد ثبت علمياً أن الربا سبب البطالة وأن الأزمة العالمية سببها بيع ما لا تملك، هل تريد منا مثلاً أن نستورد النموذج الفرنسي الذي شجع النظام الاقتصادي الإسلامي حتى لا يقال عن الدعاة أنهم ضد التنمية أو هل تريد منا أن لا نطبق شرعنا إلا إذا أخذنا الموافقة الغربية عليه.
تقول أميمة الجلاهمة: من المهم بيان أن زواج الفتيات في سن مبكرة كان إلى وقت قريب مقبولاً ومطلوباً اجتماعياً في شتى أقطار العالم.
فقوانين الدول الغربية أغلبها لا يرفض زواج المراهقين جملة وتفصيلاً بل نظم هذا الزواج ووضع له شروطاً من أهمها موافقة الوالدين على إتمامه، فوجدت أن السن الأدنى للزواج يختلف من ولاية إلى أخرى، إلا أنه وعلى الأغلب حدد بسن 16 - 18 شرط موافقة الأبوين، ومن تلك الولايات أذكر: نيويورك، ألاباما، ألاسكا، أريزونا، كونيتيكت، مقاطعة كولومبيا، مونتانا، نيفادا، نيو جرسي، نيو مكسيكو، كارولينا، بنسلفانيا، داكوتا الجنوبية، تينيسي، فرجينيا، فيرجينيا الغربية، ويسكونسن. كما أجازوا زواج من هم دون ذلك بموافقة المحكمة، فنيويورك على سبيل المثال اعترفت بزواج من بلغ 14 بموافقة الوالدين والمحكمة.
هل تريد تقبل اقتراحات الدعاة أن نقول لا لزواج الصغيرات والدليل فعل الغرب حتى لا نعارض التنمية لأنه لو قال داعية أجمع العلماء على جواز زواج الصغيرات تصبح معاقاً للتنمية ولحقوق المرأة.
أما في المجال السياسي: فوائد الرجوع إلى ما يطالب به الدعاة ما يلي:
1- أننا نريد تطبيق شرع الله لأنه اتضح بالتجربة في أكثر من بلد أن من يطبق شرع الله يرزقه الله الأمن، والأمثلة كثيرة (السعودية - شمال نيجيريا - جنوب الفلبين - أفغانستان في عهد طالبان - والصومال عندما كانت تحت حكم المحاكم الشرعية)، أضف إلى ذلك تجربة حكومة أربكان لأول مرة الميزانية ليس فيها عجز منذ تأسيس الدولة التركية الحديثة.
2- نشرت جريدة النخبة العدد (219) بتاريخ 13-8-1423هـ تحقيقاً في إسرائيل في جريدة معاريف عن ضعف القانون الإسرائيلي ودعت الصحيفة صراحة إلى تطبيق حدود الشريعة الإسلامية على اليهود المتهمين في جرائم الاغتصاب وهتك الأعراض والسرقة والقتل، بمعنى تطالب الصحيفة تطبيق شرع الله في الحدود بدلاً من القانون الإسرائيلي لأنهم عرفوا أن سبب أمن السعودية هو تطبيق الشريعة الإسلامية، هل إذا إسرائيل استفادت من تجربة تطبيق شرع الله يكون ضد التنمية.
3- نجد أن الحكومات الغربية استفادت من الشريعة الإسلامية في حل الأزمة الاقتصادية، فهل ما عملوه صحيح، وأما البلاد العربية إذا أرادت حلاً للأزمة الاقتصادية العالمية هل تقترح عليها مباشرة أخذ حل الأزمة العالمية من الشريعة أما لابد نأخذه من الدول الغربية علماً أن الحلان مصدرهما واحد.
مازن عايض الجعيد
Bin-atig@hotmail.com