لم يكن مجنوناً ولا أنه لا يعي ما يقول، بل كان يطلق (بالون اختبار) ليقيس هو ونظامه رد فعل الدول العربية في الخليج العربي. فقول رئيس أركان الجيش الإيراني فيروز أبادي بأن الخليج والمنطقة (كانت دائماً ملكاً لإيران) وأن نفط الخليج العربي يقع في مناطق فارسية وأنها ملك لإيران.

قول رئيس الأركان الإيراني، وإن اعتبره كثير ممن سمعوه بأنه قول لا يصدر إلا عن مجنون، إلا أن المتتبع لما ينشر في إيران وما تتداوله المواقع الإعلامية المرتبطة بنظام طهران يجد أن ما قاله فيروز أبادي يتطابق تماماً مع الحملة الإعلامية التي يشنها النظام الصفوي في إعلامه الداخلي والإعلام الخارجي المرتبط به عند الحديث عن الحقول النفطية المشتركة والغاز الطبيعي مع المملكة العربية السعودية والكويت والعراق وقطر ودولة الإمارات العربية المتحدة، التي يحاول النظام الصفوي ترسيخ (كذبة) يكررها دائماً بأن هذه الحقول هي حقول فارسية تابعة لإيران وأخذ يروج لها أسماء فارسية من العهد المجوسي، ومنها حقل الدرة الغازي الذي يسميه (أرش) وهو اسم لملك من ملوك البارثين الفرس، وحقل لؤلؤ السعودي الذي يسميه (أسفنديار) وهو شخصية مجوسية أسطورية، وأطلق أسماء فارس 1 و 2 على حقول أخرى مشتركة مع المملكة العربية السعودية لترسيخ اسم فارس في الخليج العربي.

أما دولة الإمارات العربية فلم تكن أحسن حالاً بالنسبة للحملة الإيرانية فقد حصلت على اسم مجوسي لأحد الحقول المشتركة وهو (فرزام) وغير ذلك كثير.

هذه السياسة المتبعة من قبل نظام طهران لتعويد تداول الأسماء المجوسية وفرض اسم الخليج الفارسي ليست بالجديدة، فالرئيس المشكوك بشرعية انتخابه أحمدي نجاد يدعو ويعمل على منح محافظات الأحواز الجنوبية الساحلية (أبو شهر وهرمس) وكذلك جزر الإمارات العربية لتشكيل محافظة باسم محافظة الخليج الفارسي).

هذه الدعوات والأفعال وإطلاق الأسماء المجوسية من قبل نظام يدعي انتماءه للإسلام وطغيان النزعة الفارسية الصفوية، يمهد لأفعال خارجة على الشرعية والقانون الدولي، كالذي قامت به إيران وضمت الأحواز بالتآمر مع بريطانيا عام 1925م، ومع أن الأمور لم تتضح كلياً إلا أن التواطؤ الذي حصلت عليه إيران لتعزيز نفوذها في العراق قد أغراها لمد هذا التواطؤ وتنفيذه في الخليج العربي وأقوال فيروز أبادي (بالون اختبار) لأهل الخليج العربي.