|
كتب - علي العبدالله
كنت متابعاً جيداً لـ (هوامير الصحراء) في جزئه الأول بحماس وشوق منقطع النظير، نظراً لأنني كنت أتوقع الكثير والكثير من هذا العمل الذي صاحبته (هالة) إعلامية أثناء تصويره، كما كان هناك الكثير من التكتم عليه أثناء التصوير، وشاهدنا عملاً جيداً مترابطاً درامياً، ومحبوكاً بقصة جيدة أظهرت تفاصيل الطبقة (الأستقراطية) بالخليج عموماً وليس السعودية فحسب.
ثم ظهر لنا مرة أخرى في العام الماضي بجزئه الثاني ولاحظنا ما لاحظنا وذكرناها في حينها ولعل أبرزها أن العمل لا يستحق أن يكون له جزء ثانٍ نظراً لأن الصراع الدرامي فيه انتهى.
وإذا ما أردت أن تحيي عملاً، يجب أن تراعي في بناء قصته الأساسية استمراره لثلاثة أو أربعة أجزاء، كما هو الحال مع أعمال عربية لقيت شهرة ونجاحا كبيراً، وعلى سبيل المثال لا الحصر مسلسل (ليالي الحلمية) للكاتب الراحل أسامة أنور عكاشة.
ما استفزني لكتابة هذه السطور وجود جزء ثالث لـ (هوامير الصحراء) يتم تصويره حالياً وسيعرض في رمضان القادم ولا أدري من أين يستطيع الكاتب أن (يمطط) في أحداث هذا العمل الذي انتهى فعلياً بجزئه الأول؟!
نجاح أي عمل لا يعني استمراره في أجزاء لجذب المشاهد، بل هناك أمور أخرى يجب أن تراعى كتطور الصراع الدرامي، ودخول أحداث تغيير مجرى القصة، وتضيف لها تشويقا وإثارة، والشخصيات كيف لها أن تؤثر وتتأثر بالأحداث سلبا وإيجابا.
عموما من أجل أن ينجح العمل الدرامي يجب على أركانه الأساسية تكون مترابطة بشكل جيد محبوكاً وليس مفتعلاً من أجل إقناع المشاهد أن هناك أحداث استجدت ويجب أن تطرح، وقطعاً هناك فرق بين الأحداث المفتعلة والأحداث الأساسية المرتبطة بالقصة، وبنائها الدرامي.