استضافت قناة السي إن إن، أسطورة كرة القدم البرازيلي بيليه. وكان أهم سؤال انتظره مشاهدو القناة:
- من هو أفضل لاعب كرة القدم اليوم، في نظرك كأسطورة؟!
وكان جوابه:
- بيليه.
وعلى الرغم من أنه حاول أن يستخف دمه، ليبدو وكأنه ينكت، إلا أن ما قاله بعد ذلك مهم جداً:
- في الماضي النجوم، يستمرون لثمان أو عشر سنين. أما اليوم، ففي كل يوم هنالك نجم.
هذا هو الكلام الذي استوقفني.
بيليه منذ السبعينات وهو أسطورة ولا يزال. واليوم، كل سنة لدينا أسطورة. وما أن تنتهي السنة، حتى تتشكل أسطورة جديدة، تلغي الأسطورة السابقة، وتجعله في خبر كان. وهذا الأمر يجب أن يجعلنا ننتبه إلى حقيقة مهمة، وهي أن حياتنا أصبحت هشة وفارغة، وأن كل النجوم الذين نراهم في حياتنا، هم نجوم ضحلون، إن كان في كرة القدم أو في كرة الفكر أو في كرة الثقافة أو في كرة الإعلام أو في كرة السياسة.
المسألة كلها أصبحت كرة قدم. من يشاء يضربها، ومن يشاء يصدَّها. الناجي الوحيد في هذه الحياة، هو من يفهم، لماذا هناك من يضرب الكرة، ويصبح نجماً من خلال ضربه لها، ولماذا هناك مَنْ يصدَّها ومَنْ لا يصدَّها.
saaddousari@hotmail.com