للقارئ الحق في أن يحاسب المحرر الذي يشرف على منبر شعري حين يسمح بأنصاف القصائد وأرباع الشعراء أن يتصدروا المشهد الشعري بما هو دون المستوى المأمول من محرر أعطاه القارئ الحق ان يختار ما يرقى إلى الذوق الرفيع ليحصل على المتعة التي أهدر وقته وماله في البحث عنها. وهنا يجد المحرر المنصف الدقيق نفسه في حرج شديد أمام ما يعرض عليه من شعر فإن حكّم معرفته وصدقه مع نفسه وقارئه بدقة متناهية وقطع على نفسه الايتنازل عن مبدأ (إما شعر أو لا شعر) ولم يقبل بما تيسر. من الجيد من أغضب غالبية من يعتبر نفسه ويعتبره المتهاونون في شروط الابداع شاعرا رائعا.
وأظن أن المحرر الواعي المدرك تماما لما يجب عليه طرحه للمتلقي يجب أن يكون على مستوى المسؤولية والأمانة، ولكن في المقابل: كم عدد القصائد التي سيسمح بمرورها لو أصر على عدم التنازل عن أي هفوة بسيطة في نص يرسل أو يعرض عليه، وقد كنت في حوار مع أحد النقاد الذين أثق برأيهم حين أقسم أنه لو كان محررا لما نشر تسعين بالمئة مما يُنشر وأنا معه أن الابداع الحقيقي قليل ولكن ما لايدرك جله لا يترك كله.
وقفة:
(لاتكن لينا فتُعصَر ولا يابسا افتكسَر)