بداية ليسمح لي القارئ العزيز أن أمارس الحلم قليلاً، كأي مواطن عربي مسكين لا يملك إلا الحلم في حل مشاكل أمته المسكينة مثله، والتي هي الأخرى لا تملك إلا الحلم في حل مشاكلها المعلقة حتى آخر حرب عربية إسرائيلية لم تخلف لها سوى الهزيمة والانكسار والخذلان، ومن هنا، اسمحوا لي أن أبدأ من فلسطين قضيتنا المشتركة، أنا وأمتي المخذولة؛ ففيها كما سمعت الآن يتم أروع صلح وتفاهم بين حماس والدولة الفلسطينية، وهذا الأمر يجعلني أوغل في الحلم أكثر كأن مثلاً ليتحد الفصيلان الفلسطينيان ويقوما بمظاهرة عارمة مثلهم مثل سائر أشقائهم العرب ويطالبوا باستقلال فلسطين لا أكثر!
وإقامة الدولة الفلسطينية على أرضها السليبة، وقد يقول قائل: إن الفليح اختبل؛ لهذا الاقتراح العجيب ولكن حينما يعرف القائل أن هذا مجرد حلم لربما يعذرني لهذا الهذيان.
واستمراراً به -أي بالهذيان ما غيره - حينما تسير تلك المظاهرة الفلسطينية بغض النظر عما تواجهه من عنف إسرائيلي لا أعتقد أنه أكثر عنفاً من بعض السلطات العربية التي تطالبها جماهيرها بالرحيل، ثم ماذا يضير الشاة إن تم سلخها بعد ذبحها؟! أو حسب النظرية الثورية العتيدة لن تخسر الثورة الفلسطينية سوى أغلالها!
أقول إنه حينما تقوم الجماهير الفلسطينية بالمظاهرة لا بأس أن يلتحق بها بعض الغلاة السلفيين الذين تظاهروا في الأردن باعتبار ذلك نوعاً من الجهاد، ثم إنهم ماهرون في استخدام السلاح الأبيض بدءاً من السكين حتى الساطور. ثم بعد ذلك تتجه الجماهير المتظاهرة في درعا وتتجه إلى الجولان باعتبارها أقرب نقطة إليها ثم تحرر الجولان بلا حرب أو ضرب وتلتقي بالجماهير الفلسطينية في الداخل مثلما يلتقي السلفيون الأردنيون بأشقائهم الفلسطينيين، أما لماذا اخترت هذين البلدين سوريا والأردن فلأنهما دولتا مواجهة، أقول: حينما تلتقي المظاهرات الافتراضية الثلاث (درعا والسلفيين الأردنيين والفلسطينيين في الداخل سيتم فيما بعد إقامة دولة عربية جديدة على أرض فلسطين؛ إذ لربما تحظى هذه الدولة بحكم ديمقراطي يجنب الشارع العربي الاصطدام مع جيشه وإراقة المزيد من الدماء.
أقول: قولوا آمين أن يتحقق الحلم.
(تراه مجرد حلم لا أكثر).