زيارة اليومَيْن لرئيس الحكومة المصرية إلى الرياض، والإطلالة المصرية على الخليج العربي في هذه الأيام، ضرورة لتبديد كثير من الوهم الذي داعب أحلام الكثيرين، سواء عند الجار الإقليمي الطامع في إحداث فُرْقة بين أبناء الأُمَّة الواحدة، أو عند انتهازيي السياسة أصحاب الدكاكين الحزبية الذين وجدوا في التغيير الانتقالي الذي شهدته مصر فرصة لجني أموال من خلال منح ولاءات وتمثيل لجهات ظلت ولا تزال مرفوضة من قِبل الشعب المصري.
الدكتور عصام شرف وصحبه من الوزراء أتوا إلى المملكة عبر بوابة الرياض مؤكدين أن مصر هي مصر، وأن خيارات الشعوب الساعية نحو الأفضل دائماً لا تغير انتماءاتها ومبادئها؛ فأبناء الأمم الواحدة الراضعون من ثدي واحد ولاؤهم لا يتغير، وارتباطهم بهذه الأم أكثر من أن يُغيِّره إغواء أو إغراء.
هكذا هي مصر، لا يُغيِّر معدنها استجداء دولة إقليمية لها أطماع في بلدان شقيقة لمصر، تستجدي إعادة علاقاتها كانت قد قطعتها، وتريد إعادتها في مسعى خبيث وفي توقيت لإظهار مصر وكأنها تناصر طمعها في أشقائها في الخليج العربي.
هذا الاستغلال الانتهازي الذي عُرف به ساسة الدولة الإقليمية الجارة، والذي جعلت منه الدوائر المرتبطة بسياستها الطائفية بداية لتحوُّل استراتيجي يساعد تلك الدولة على تنفيذ أطماعها.. هذا الانطباع الذي عملت العديد من الدوائر الإقليمية وحتى المصرية على نشره، بل وحتى تكريسه، وعززته تصريحات المسؤولين الإيرانيين، ومنهم وزير الخارجية الإيراني علي صالحي، كان لا بد من إيضاح أبعاده ومساراته، خاصة من قِبل مصر، الذي جاء شافياً ومواكباً؛ فالمجلس العسكري أكد في موقف وقول لا لبس فيهما أن أمن الخليج العربي جزءٌ لا يتجزَّأ من أمن مصر، أما الحكومة المصرية فقد ثبَّتت ذلك الموقف بقول الدكتور عصام شرف وعلى أرض الرياض وتأكيده: «تربطنا مع دول الخليج العربي علاقات تاريخية، والتدخل في شؤونها خط أحمر». مؤكداً أن أمن دول التعاون جزءٌ من أمن مصر.
قولٌ واضحٌ فاصلٌ موجزٌ، يوقِف كلَّ استغلال وانتهاز لتغيُّر نابع من رغبة شعب يجب أن تُحترم خياراته.
JAZPING: 9999