|
لم يعد إعداد الأيتام للحياة والحياة العملية مسألة سهلة في ظل التغيرات الاجتماعية، وفي ظل ما طرأ على البناء الأسري من تحولات وتغيرات، وكذلك في ظل التغيرات التقنية السريعة ووسائل الاتصالات والإعلام. هذه التغيرات الكبيرة والسريعة تلقي على جميع مؤسسات المجتمع الرسمية وغير الرسمية أعباء جديدة ومسئوليات جسام فيما يتعلق بالتنشئة الاجتماعية الشاملة للأيتام وفي مراحل نموهم الأولى بشكل خاص، فمعظم الأيتام غالباً ما يفتقدون الكثير من مقومات التنشئة الاجتماعية الشاملة والإعداد للحياة بشكل صحيح وملائم. وانطلاقاً من اهتمامات ولاة الأمر - حفظهم الله - بقضية الأيتام وحرصهم الدائم على أن تعيش هذه الفئة من المواطنين حياة كريمة - كبقية أفراد المجتمع، وأن يهيأ لها من الأسباب ما يعوّض بعض ما فقدوه من عطف الأمومة والأبوة، لذا وجه صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض رئيس مجلس إدارة الجمعية بتنظيم المؤتمر السعودي الأول لرعاية الأيتام، وذلك لبحث أفضل السبل والوسائل والأساليب الممكنة لمساعدة ورعاية الأيتام، سواء أكانوا الأيتام الطبيعيين، أو الأيتام ذوي الظروف الخاصة، وتحقيق الرفاهية لهم ومساعدتهم على النمو الاجتماعي والعقلي والبدني والمهني والعملي الذي يؤدي إلى إعدادهم للحياة بجميع أبعادها الممكنة لرعاية الأيتام.. وذلك من خلال نقاش علمي جاد، وعرض التجارب المحلية والعالمية الرائدة في مجال رعاية الأيتام للاستفادة منها وتعزيزها، والعمل على تنسيق وتوحيد الجهود المبذولة داخل المملكة العربية السعودية لخدمة هذه الفئة الغالية من أبناء مجتمعنا، من خلال تلاقح الرؤى والأفكار مع المؤسسات والجمعيات الخيرية التي ترعى اليتيم.. وتعريف الأيتام بحقوقهم.