ويتجدد عرس الثقافة والتراث والقيم الإنسانية التي أسسها الالتزام الإسلامي والحضاري المتمثل في الجذر العربي الذي ينحدر منه السعوديون. فالجنادرية التي قطعت من عمرها ربع قرن من الزمن تتجدد اليوم بمشاركة نخبة من المفكرين العرب وغير العرب، يحيون حراكاً حضارياً وفكرياً من خلال حدائق الفكر والشعر والأدب والمحاضرات، وإحياءً لظلال الثقافة وأنهار المعرفة التي تبرز الحياة اليومية التراثية، التي تظهر كيفية تعامل الإنسان في هذه البقعة الطيبة من أرض المسلمين والعرب. فالجنادرية تجسِّد الصورة الحضارية عن الإنسان السعودي في حاضره وماضيه، وعملت على مد جسور التواصل الفكري والإنساني مع مختلف الثقافات عبر حوارات معمقة، شارك في تفعيلها المفكرون السعوديون وأشقاؤهم العرب والضيوف المشاركون من مختلف الدول، حيث كانت مشاركات مميزة لمفكرين من أمريكا وأوروبا والهند والصين وروسيا وباقي الأمم المتحضرة.
اليوم تتمثل أمة عريقة متطورة تقدم نموذجاً عن تطور الحضارة الإنسانية في ماضيه وحاضره، إذ تتفاعل التجربة اليابانية من خلال مشاركة متميزة للإمبراطورية اليابانية التي تقدم مزيجاً من العراقة والأصالة، وتتفاعل مع ما يحصل على أرض موطن العرب والبقعة التي شعَّ منها نور الإسلام.
ويُحسَب لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي كان الدافع الأساسي وصاحب فكرة ومبادرة مهرجان الثقافة والتراث «الجنادرية»، رعايته واحتضانه لهذا المهرجان حتى أصبح إحدى المحطات العالمية التي تقدم الثقافة والتراث في صورة معاصرة تحافظ على الأصالة وتطور إمكانات الحاضر لبناء مكون حضاري يتشارك الجميع في إحيائه، ولهذا يأتي الحرص على مشاركة الأمم التي تجمع بين أصالة الماضي والمعاصرة الحديثة، ولهذا فقد سُعدنا بمشاركة لأكثر الأمم حضارة وتطوراً على مختلف عصور التاريخ.
JAZPING: 9999