من الصعب أن تفقد عزيزاً أو قريباً لك ويحول بينك وبينه التراب، نعم الحياة الملموسة لكن الموت حق مشاهد سوف يشرب من كأسه الجميع.. وغداً سنفقد أعزاء وأقرباء وأبناء وأمهات وآباء وزوجات فهذه هي الآجال عندما تأذن بالرحيل.. لقد أصيب أحد الأقارب بمرض عضال وصبر واحتسب مرضه عند ربه.. شاكراً حامداً لربه، وأثناء تلقيه العلاج أرسل لي رسالة مؤثرة بالجوال.. أكتبها لتكون عبرة لنا جميعاً وهي أبيات من المؤكد أنها متداولة بين الجميع ولا أعلم من قائلها.. تقول رسالته بالجوال وهذا نصها:
يارب ترحمني ليا قيل من راق
لا صرت ما عاد أبلع الريق
لا جاء الوعد والتفت الساق بالساق
واتلى الكلام الغرغرة والتشاهيق
يالله عسانا يوم نشفات الأرياق
أنا وقاري هالرسالة معاتيق
ذكرت ذلك للاعتبار والاستعداد لأننا فقدنا الكثير من الأهل والأقارب والأرحام، وكان آخرهم فقدنا الخال العزيز علي بن محمد العيدي الذي صبر وجاهد طيلة حياته- رحمه الله- عندما فقد رجليه بسبب المرض، وبعد شهرين من وفاته- رحمه الله- فقدنا ابن الخال محمد بن علي العيدي الذي أرسل لي هذه الأبيات المؤثرة، ولهذا لا يسعني في هذا المقام إلا الدعاء بالرحمة والمغفرة لهم جميعاً والصبر والسلوان لوالدته الكريمة ولزوجته الوفية ولأبنائه الذين سيحملون بإذن الله تعالى مشعل العلم ليكملوا مسيرتهم ويحققوا أمنيات والدهم رحمه الله .. فقد كان يحمل الكثير من الصفات الحميدة التي أرجو الله أن تكون شافعة له يوم القيامة.. وجزى الله كل خير لمن وقف إلى جانبه قولاً وفعلاً يبتغي أجره من الله نسأل الله أن يجمعنا بهم وبوالدينا بدار رحمته. وصدق الله العظيم.
{يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي} وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
محمد عبدالرحمن الفوزان