لم أستطع تجاوز كارثة الأربعاء.. لم أستطع تجاوز الكارثة دون أن أكتب عنها.. في زاويتي الرياضية.. في ركني الرياضي هذا.. في صحيفتي وجزيرتي.. لم أستطع تجاهل ما أصاب مدينتي.. فقد غرقت العروس التي تحوَّلت إلى عجوز شمطاء.. انقطع عنها الأوكسجين والدواء.. فتناوشتها أيادي الفساد الآثمة من كل حدب وصوب.. ولم يعد في مقدورها أن تصمد.. ولم تعد قادرة على همّ الفساد الذي يعيث بها كما يشاء.. دون الإصلاح.. صوت هذه المدينة التي كانت في يوم حالمة.. صوتها وهي تستغيث طلباً للإصلاح.. سيذبل ويضعف ويبح ولن يصل.. ولن يكن له صدى.. هكذا وصلت ظنون أهلها.. فقد ظنوا.. وهم مكلومون بما أصاب مدينتهم.. فمدينتهم أصبحت لا تقوى على نصب هامتها.. فقد احدودب ظهرها.. بل ملأت البثور والأخاديد وجهها الذي كان في يوم ما جميلاً وخيالياً وملهماً.. ضعفت خطواتها.. ولم تعد تقوى على السير والصعود.. ولم يعد هناك أمل غير الذبول.. إنما.. وخلال سويعات.. جاء الصوت الرحيم.. من الأب المكلوم بما أصاب جزءاً من شعبه.. وجزءاً عزيزاً من موطنه وبلاده.. جاء صوت عبد الله بن عبد العزيز الملك الإنسان.. ملك الصلاح والإصلاح.. الملك الصالح.. فكان بلسماً للجراح.. وعلاجاً ناجعاً للنفوس الهلعة.. وأملاً بعد الله في حل مشاكل هذه المدينة.. وهي مشاكل تراكمية وليست آنيّة.. موجودة بكل وضوح في إدارات خدمية متنوعة.. لم تؤد الأمانة المنوطة بها.. فكانت النتائج كارثية.. ولعل اللجنة الوزارية المكونة بحسب الأمر الملكي تجد حلولاً جذرية.. وخطة عمل مجدولة.. تنفذ تحت إشراف مباشر من اللجنة الوزارية نفسها.. فالمدينة تحتاج لإعادة تأهيل بيئي.. وصحي.. وطبي.. وإداري.. والكثير من الملفات التي تحتاج لإعادة دراستها.. دراسة متأنية وراشدة.. والله المستعان.
آسيويات!!
- في نهائي أوربي الطابع.. التقى فيه أفضل منتخبين آسيويين.. الياباني والأسترالي.. وبروح النضال والكفاح الكروي.. بذل كل منهما جهداً خارقاً.. وكان كلا المنتخبين جديراً بحمل كأس البطولة.. وحيث إن كرة القدم لها قوانينها وأعرافها.. فليس هناك غير بطل واحد.. فقد حمل المنتخب الياباني كأس البطولة بكل استحقاق وجدارة.. وسط تحكيم منصف وحكيم لم نره من قبل في المسابقات الآسيوية.. في حين تقبَّل الأستراليون الخسارة بروح رياضية تدل على عمق ثقافتهم.. وصدق فروسيتهم.. ونعود ونؤكد أن المنتخبين هما الأفضل والأرقى في آسيا بمشاركة الحكم الأوزبكي رافشان إيرمارتوف.. والنجاح موصول لقطر على تميُّزها بالتنظيم.. وإلى البطولة القادمة في أستراليا عام 2015.. وقد تغيَّر منتخبنا الوطني من حال إلى حال - بإذن الله -.
- يبذل التربويون هنا في المملكة وحول العالم.. جهوداً عظيمة لتعويد النشء والتلاميذ والطلاب على النوم المبكر.. وبالتالي النهوض المبكر.. وبرامج التلفزيون الرياضية الحوارية المباشرة.. تستقطب شريحة من طلاب المرحلتين المتوسطة والثانوية.. وقنواتنا الرياضية الخليجية في وادٍ.. والتربية والتعليم في وادٍ آخر.. وقد سألت ابن أخي الذي يدرس في اليابان.. هل البرامج الرياضية المباشرة تعرض قبيل منتصف الليل إلى الصباح؟.. قال مستحيل أن يكون هناك شيء مباشر بعد التاسعة ليلاً.. عدا مباريات المنتخب الياباني يضطرون لمتابعتها ولو تأخر الوقت مرة أو مرتين في العام الواحد، نفس السؤال كررته على ابني الذي يدرس بأمريكا.. فكانت الإجابة مماثلة.. وكنت موقناً بها.. عندها تذكرت شطر بيت المتنبي في هجائه لكافور بعد (التحوير) إلى: يا فضائيات ضحكت من جهلها الأمم.
- التنظيم القطري للبطولة كان مضرب المثل في حسن التنظيم.. وتوفير كل الإمكانات حتى أصبحت هذه البطولة الخامسة عشرة أفضل بطولة مرَّت بتاريخ بطولات أمم آسيا.. شكراً من الأعماق لدولة قطر حكومة ومواطنين!!
- خلال مباراة منتخب اليابان ومنتخب كوريا الجنوبية.. كان لاعبو اليابان مدربين تدريباً جيداً على تسديد ركلات الترجيح.. فلم يتركوا الأمر للظروف.. وقد تمَّ تكليف اللاعبين بتسديد الركلات على مسئولية المدرب.. فسددوا في الزاويتين العليا للمرمى - كما تدربوا عليها جيداً -.. وهي أصعب الكرات على الحراس.. فمن المستحيل ردها أو صدها.. بينما اللاعبون الكوريون قِيل لهم من يستطيع التسديد على مسئوليته فليتقدم.. ودون ترتيب أو تدريب مسبق.. فكانت كراتهم أرضية اقتنصها أفضل لاعب في البطولة.. الحارس الياباني كواشيما المتألق.. الواحدة تلو الأخرى.
- حارسنا الحبيب وليد عبد الله.. له بنية رياضية رائعة في نصفه العلوي.. مع ضعف ملحوظ في كامل رجليه.. فهما أضعف من النصف العلوي من جسمه.. ويحتاج لتمارين مضنية لتقوية كامل رجليه ليكون حارساً متميزاً!!
- يقول الخبر: (فازت دولة قطر بشرف تنظيم بطولة كأس العالم للرجال لكرة اليد لعام 2015م بعد منافسة مع ثلاث دول أوروبية هي النرويج وبولندا وفرنسا).. برافو قطر.. ترفعون الرؤوس دائماً!!