في السنوات الأخيرة أصبحت المشاركات السعودية حاضرة في الكثير من المناسبات، خصوصاً بعد إيجاد الكثير من الجمعيات السعودية مثل جمعية المهندسين وجمعية المكتبات والمعلومات والجمعية السعودية للإدارة والجمعية السعودية لحماية المستهلك وغيرها من الجمعيات الأخرى، ولا شك أن وجود هذه الجمعيات يعتبر نقلة نوعية في تطور مؤسسات المجتمع المدني؛ لأن المنتسبين لهذه الجمعيات هم متطوعون وروح المبادرة هي شعارهم والمسؤولون في الدولة أدركوا أهمية وجود هذه الجمعيات؛ لأنها تصب في تطور المنظومة المعرفية الحكومية لما تملكه هذه الجمعيات من كوادر متخصصة ضحت بوقتها ومالها من أجل أن تكون هذه الجمعيات حاضرة في الاجتماعات والندوات والورش التدريبية التي تقام محلياً وفي دول الخليج والدول العربية، وكان لحضور هذه الكوادر متابعة واهتمام من المشاركين في هذه اللقاءات لأنهم يدركون أن هذه الجمعيات فيها من الكوادر السعودية التي تحمل التخصصات العالية والخبرات والتجارب التي تفاعلت مع واقعنا الحالي والمستجدات والمتغيرات التي تتطلبها المرحلة الراهنة.
وحقيقة القول إن المملكة العربية السعودية لا ينقصها شيء من هذه العقول منذ أن وحدها الملك المؤسس الملك عبد العزيز - طيب الله ثراه - والبعثات السعودية مستمرة إلى مصر وأمريكا وأوروبا وفي عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز تطور الابتعاث وشمل جميع الدول المتقدمة مثل كندا والهند وكوريا الجنوبية واليابان واستراليا والصين وماليزيا وروسيا، هذا التوجه في الابتعاث يصب في زيادة أعداد الكوادر الوطنية المؤهلة التي تسهم في تنمية وتطور الوطن فالجمعيات التي أشرت إلى البعض منها هي ثمرة لهذا التطور التي نتطلع منها الشيء الكثير خصوصاً عندما تشارك في مؤتمرات وندوات خارج المملكة، حيث إن الملاحظ على بعض هذه الجمعيات في مشاركتها الخارجية لا تجد تنسيقاً بينها وبين أعضائها فتجدهم يلتقون في قاعة الاجتماعات وكل واحد يطرح رأيه ومشاركته دون تنسيق مع زميله الذي يرتبط به في جمعية واحدة، على الرغم من أن توجههم وهدفهم واحد، أيضاً تجد مشاركين آخرين من جمعيات سعودية أخرى يلتقون في نفس الهدف ولا ينسقون فيما بينهم ويفترض من المشاركين السعوديين عندما يلتقون خارج المملكة للمشاركة في أحد المؤتمرات والندوات واللقاءات وورش العمل التي يجمعهم فيها التخصص أن يلتقوا مع بعضهم البعض للتكامل والتنسيق فيما بينهم لإثراء هذه الاجتماعات والخروج برؤية واحدة لتحقيق الهدف من حضور هذه الاجتماعات. وقد لاحظت بأم عيني أن بعض الوفود المشاركة من دول الخليج يتخذون غرفة خاصة بهم يلتقون فيها لتبادل الآراء والأفكار على الرغم من أنهم يمثلون جمعيات متفرقة ولكنهم طالما أنه لخدمة الوطن فهم يتوحدون. فمن هذا المنبر أطالب جميع الجمعيات السعودية التي تشارك في مناسبات ومؤتمرات وندوات خارجية أن تحذو حذوها وأن تجعل التنسيق والتعاون موجودا بينها عند المشاركة في مثل هذه اللقاءات.
والله من وراء القصد،،
مكتب التربية العربي لدول الخليج