يتردد على الجهات الحكومية من وزارات وإدارات حكومية، بشكل يومي، أعداد كبيرة من الوافدين ببدلهم الإيطالية، وربطات العنق الأنيقة، كمندوبين للشركات السعودية التي لها تعاملات مع الوزارات والجهات الحكومية الرسمية لإنهاء أعمال يومية من تعاقدات أو تأمين مشتريات أو تقديم خدمات.
وهؤلاء يمثلون شرائح عريضة من الوافدين العرب والأجانب. والبعض منهم يتواجد في المملكة منذ مدة تزيد على العشرين سنة، واكتسبوا خبرات في الشأن الداخلي السعودي. فأحد المشرفين على قطاع الشحن لدى إحدى الشركات السعودية الرائدة في مجال السفر والسياحة ،على سبيل المثال، يعرف السعوديين والمسئولين الحكوميين وأفراد أسرهم وأقاربهم، ويطلق عليه البعض اسم «عدنان» وهو الشخصية العربية «المتسعودة» في المسلسل السعودي الشهير طاش ما طاش لكثرة تلونه ومحاولة محاكاة التقاليد السعودية عند التحدث مع الآخرين.
هؤلاء، زاد تواجدهم في السنوات الأخيرة بسبب المشاركة بين القطاع الحكومي والقطاع الخاص في مشاريع تقنية المعلومات.
وبعضهم من الخبراء، لكن الكثير منهم أشخاص عاديون لا يمتلكون قدرات تميزهم عن السعوديين لكي يعينون مندوبين لدى الجهات الحكومية اللهم فقط في اللباس والبراعة في عرض وتقديم الخدمات مهما كانت طبيعتها.
المعروف أن مهنة التعقيب لدى الدوائر الحكومية مقصورة على السعوديين، وهذه الأعمال أشد خطورة من مهنة التعقيب، فهم لا يتواصلون مع الجهات الحكومية عبر نافذة خارجية كما يفعل المعقب، وإنما يدخلون في دهاليز الجهات الحكومية، ويتواصلون مع الجميع فيها بحكم عملهم، والبعض منهم «خاصة خبراء التقنية» قد يستطيعون الوصول إلى أبعد مما نتوقع وفق نياتنا الحسنة.
المطلوب من الجهات الحكومية فرض «سعودة» تلك الأعمال وإجبار القطاع الخاص على تعيين سعوديين للتواصل مع الجهات الحكومية، فالمسألة لا تحتاج إلى قدرات خاصة، وإنما إلى شاب سعودي أنيق ولبق من خريجي العلاقات العامة، أو إدارة الأعمال، أو غيرها مقابل راتب شهري معقول.
وفرض مرافق سعودي متخصص مع أي خبير أجنبي في التقنية يلازمه مثل ظله حتى ينهي عمله ليحل محله فور الاستغناء عن خدماته أو جلب متخصصين سعوديين في مجال تقنية المعلومات من خريجي الجامعات السعودية أو من المبتعثين الذين أكملوا دراستهم، وما أكثرهم، حيث حظي هذا التخصص في نصيب الأسد من برنامج الابتعاث، وتمكينهم من العمل واجب يتحمله الجميع.