تمكن فريق الجراحة بمستشفى رعاية الرياض من إنقاذ سيدة أربعينية تعرضت لحادث سير أحدث كسورا بالحوض وتمزقا في المهبل والمثانة، ووصلت السيدة البالغة من العمر 43 سنة إلى المستشفى وهي في غيبوبة تامة استقبلها قسم الطوارئ وتم على الفور إجراء الفحوص الطبية اللازمة والقيام بالتشخيص الدقيق.

وأظهرت الفحوص وجود دم في الرئتين وكسور في الأضلع اليمنى وتفتت عظام الحوض إلى أكثر من 15 قطعة حسب ما أظهرته الأشعة مع وجود خلع في مفصل الورك.

ويتكون الفريق المتابع من استشاريي أطباء العظام والمفاصل والعمود الفقري واستشاريي جراحة المسالك البولية وأكدوا أن القطع العظمية المتفتتة أحدثت تمزقا شديدا في المثانة وجدار المهبل وحدث إنقلاع للمثانة والمهبل وهذا أدى إلى نزيف شديد في المهبل وتسرب للبول.

وقرر عل الفريق الطبي المعالج التدخل الجراحي وتم ذلك من خلال مرحلتين الأولى قام فيها فريق العظام بتثبيت كسور الحوض واستغرقت هذه المرحلة حوالي 5 ساعات ثم بدأت المرحلة الثانية من الجراحة مع استشاريي جراحة المسالك البولية.

وأوضح الدكتور مقصود خواجة استشاري جراحة المسالك البولية بالمستشفى وأخصائي المسالك البولية الدكتور محمد صفوان الجرد أن العملية تعتبر من العمليات المعقدة نظرا لتعرض المصاب لضربات شديدة في أماكن حساسة من الجسم.

وأضاف «وخلال المرحلة الثانية من العملية التي استغرقت 3 ساعات تمت خياطة المثانة ثم رفعها ليتم تثبيت عنق المثانة ورفع جدار المهبل وإدخال قسطرة عبر الأحليل مع وجود قسطرة أخرى فوق العانة».

واستغرقت العملية بشكل كامل حوالي تسع ساعات وتمت بنجاح وذلك نظرا لجاهزية غرف العمليات بالمستشفى وتوفر الطاقم التمريضي ذي الخبرة العالية وطاقم التخدير لمواجهة مثل هذه الحالات الطارئة بالإضافة إلى وجود أجهزة الأشعة الحديثة والمختبرات الطبية ذات المستوى العالي، وتمت متابعة المريضة التي بدأت حالتها في التحسن حيث توقف تسريب البول وبإزالة القسطرة البطنية أولا ثم الأحليلية استطاعت المريضة بعد حوالي شهرين أن تتحكم بالخارج من السبيلين وكان متوقعا حدوث سلس للبول وذلك لشدة حجم الإصابة ولكن - بفضل الله - لم يحدث ذلك وعاد الشكل الطبيعي للمهبل والمثانة ومازلت المريضة تراجع العيادات الخارجية بمستشفى رعاية الرياض لمتابعة حالتها الصحية.