الغضب شيء يوجد داخل النفس البشرية، مَن مِن الناس في حياتك لا يغضبون؟ إنهم يعدون بالأصابع، ولكن برأيك ما هو سر عدم غضبهم إلا في الشديد القوي وإن غضبوا غضبوا باتزان، السر في ذلك هو معرفة أكثرهم أن الغضب لا يؤدي إلى نفع أو ضر ولكن يؤدي إلى قلق الشخص واضطرابه وقلة إنتاجه؛ فإذا غضبنا لن يحدث شيء ولن يتغير من الواقع شيء وغضبك دليل على عدم قدرتك على السيطرة على موقفك والضعف والاستسلام، أنا وأعوذ بالله من كلمة أنا أعترف بأنني عصبي ولكن بدأت في أخذ الأمور برويّة لكي لا أغضب وإن غضبت أحاول أن أقلل من غضبي وأحاول أن أرجع البسمة إلى شفتي بعد الغضب مباشرة وأحاول التقرب من الذي غضبت منه لأنه حتماً أخذ بخاطره علي، فرأيت وأيقنت أن الغضب لا يجدي نفعاً، فإذا غضبنا وبكينا وكسرنا الأشياء وشتمنا ولعنّا هل سيتغير شيء بالموضوع أم هو باق على حاله، وإن غضبك سيجلب لك الكدر والقلق في الحياة أنا يومياً في مدرستي أتلقى وابلاً من الشتائم والتقليد لشخصيتي باستهتار زائد عن حده، صحيح أني أنجرح ولكن أقول في نفسي أنا مميز عنه لأني جدي في حياتي وليست مثلهم مستهتر في حياتي ولا مبالاة لدي وليس لي طموح وهم يريدون أن يثبطوا عزيمتي ويريدون جرح مشاعري وإذا لم أتأثر بكلامهم فسوف يظنون أني ضعيف أما إذا رددت عليهم فسوف تصبح الحبة قبة وسوف تكبر المشكلة وسيرون أني لا أستحمل السب والشتائم وسيظلون يستهترون إلى أن أذهب عنهم وإذا تجاهلتهم فسوف ينسون الموضوع فحقا أكثرهم نسوا موضوعي ولله الحمد فتأكدت في نفسي بأن الغضب لا يجدي نفعاً غير التكدير لحياة الشخص نفسه وكأنه يريد أن يؤذي نفسه بنفسه.