الرياض - خاص بـ(الجزيرة) :
شدد فضيلة الشيخ الدكتور محمد بن إبراهيم الرومي - أستاذ الدراسات الإسلامية المشارك بجامعة الملك سعود ومفسر الأحلام المعروف، على أن تحصين البيوت والأولاد، والأموال بالأوراد الثابتة عن الرسول صلى الله عليه وسلم ومما هو موجود في كتب السلف، هو الحصن الواقي بإذن الله، وهو باب من أبواب العبادة لله سبحانه وتعالى يجتمع فيها الذكر، وقراءة القرآن، وقبل ذلك التوكل على الله، والدعاء كما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح «الدعاء هو العبادة».
وأكد فضيلته -في حديث ل»الجزيرة»: عن الرقية الشرعية وتعبير الرؤى والأحلام- إن الرقى والرؤى دخل فيها كثير من المدعين والمتخرصين والمتاجرين بالسمعمائة، ورسائل sms، وغيرهما، مشيداً بما صدر عن إمارة منطقة الرياض من بيانات حول متابعة الرقاة، والسحرة، والمشعوذين، والدجالين الذين يستغلون الناس باسم الدين، مطالباً فضيلته بأن يتم تحديد مبادئ أولوية لقبول الرقاة منها: الحصول على شهادة شرعية، وحفظ كتاب الله الكريم لمن لم يحصل على شهادة شرعية، وتزكيات علمية من كبار المشايخ للراقي، وعدم بيع الوصفات العلاجية، وخلو الراقي من الملحوظات الشرعية في حاله، أو في طريقة رقيته، ومنح رخص مؤقتة لبعض الرقاة الموثوقين، مع المتابعة المستمرة لأن البعض منهم قد يبدأ بنية طيبة ثم ما يلبث الشيطان أن يدخل عليه من فتنتة بالمال أو النساء أو كلاهما.
وفي جانب آخر من حديثه، نفى الدكتور الرومي مجدداً أن يكون له أي صلة بأي عمل تجاري يقدم في بعض محلات العطارة عن وصفة علاجية تباع في الأسواق، ذُكر بأنها تشفي من (السحر، والعين، والحسد، وبعض الأمراض)، بعد إطلاعه على خلطات شعبية لدى العطارين تباع بعبوات، وقد زج فيها باسمه، وبأشكال متنوعة ومختلفة، مما يوحي بأن له علاقة بها تجارياً، وهو براء منها.
وأفاد بأن له شريطاً سابقاً منذ أكثر من عشر سنوات طرحه في محاضراته عن الوقاية من السحر والعين، وهي أقوال مستمدة من الكتاب والسنة الصحيحة، وهو مثبت في محاضرات سجلت في شرائط صوتية، أما ما يباع في الأسواق فلا علاقة له به، وإنما بعض التجار مازالوا يتاجرون بهذه الوصفات والترويج لبضائعهم، وسواء وافقت ما ذكرته أم لم توافقه فلا علاقة لي بها البتة لا من قريب ولا من بعيد.
وتمنى الأكاديمي ومفسر الأحلام المعروف الدكتور الرومي من الجهات المختصة متابعة المحلات التي تدلس على الناس بزج الأسماء للترويج التجاري، وأهمية التقصي والتأكد من صحة ما يذكرونه ويسوقون له، كما طالب المرضى قبل الذهاب إلى بعض مدعي الرقية الشرعية، والعلاج، أو من المشعوذين الذين يتلبسون باسم الدين، أو من يستغلون الناس مادياً، التأكد من أهليتهم لذلك عن طريق ما ذكر سابقاً من هيئة كبار العلماء -حفظهم الله- حيث جعلهم -سبحانه- نبراساً يضيء لغيرهم وهم ورثة الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام-.. كما ثبت بالحديث الصحيح قوله صلى الله عليه وسلم :»العلماء ورثة الأنبياء، وإنهم لم يورثوا درهماً ولا ديناراً بل ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر».
سائلاً الله تعالى أن يرزقنا العلم النافع، والعمل به، والدعوة إليه، والصبر على ما ينال من أجلها، كما أسأله أن يشفي كل مريض، وأن يفرج عن كل مكروب ومهموم ومغموم، وأن يرزقنا التمسك بكتاب الله وسنة رسوله، كما ثبت عن نبينا محمد -عليه الصلاة والسلام-: (تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً كتاب الله وسنة رسوله).. وإبراءً للذمة، ونصحاً للأمة أحببت أن أبين للجميع ما سبق ذكره، والله يحفظنا وإياكم، ويوفقكم لخير البلاد والعباد والولاة.