بداية نحمد الله تعالى على نعمه المتتابعة على هذه البلاد الطاهرة؛ فبعد الجهل والقتل والنهب والحرب كان التوحيد بتوفيق الله ثم بشهامة وبطولة جلالة المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن وقيام هذه الدولة - أعزها الله - على تطبيق كتاب الله تعالى وسُنّة نبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - وهذا بعد توفيق الله سر نعمة الأمن والأمان والاستقرار والرخاء والمحبة والألفة وقوة التلاحم بين القيادة والشعب في بلاد الحرمين الشريفين.
ومن نعم الله علينا أن مَنّ سبحانه وتعالى على خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - بنجاح العملية الجراحية التي أُجريت له مؤخراً وخروجه من المستشفى سالماً معافى، هذه المناسبة هي فرحة وطن وفرحة شعب وفرحة البلاد الإسلامية.
وقد عبّر الشعب عن هذه الفرحة بإحساس وطني صادق لا يُستغرب أحد، هذا الحب الكبير لملك الإنسانية المحب لشعبه ووطنه المعتز بدينه الإسلامي الوفي لأمته العربية خادم البيتين، ملك أحبه الله تعالى فأنزل محبته في الأرض، ملك أحب فعل الخير ورسم البسمة على شفاه ذوي الحاجة في الداخل والبلاد الإسلامية، ملك همه رفاهية شعبه، ملك همه نصرة الإسلام، ملك همه وحدة العرب، ملك لم يتصنع الطيبة والإنسانية بل هي طباع مغروسة في نفسه - حفظه الله - منذ نشأته في بيت موحِّد الجزيرة جلالة المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز آل سعود طيب الله ثراه.
خادم الحرمين الشريفين ملك حازم، ملك عادل، ملك ذو حنكة وبُعد سياسي، ملك داخله كل المعاني السامية للإنسانية، المحبة والرأفة ومد يد العون.. أشياء نعرف أنها من صفات الخير اتصف بها الوالد القائد الغالي، وخفي علينا الكثير منها، يبتغي الأجر من الله تعالى. خادم الحرمين الشريفين مدرسة بل جامعة لكل المعاني الأخلاقية الفاضلة والطيبة الإنسانية.
كما تجلّت تلك المشاعر بعودة ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود، وعودة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض؛ فكانت إحدى أسعد وأجمل المناسبات التي رسمت أصدق التعابير على وجوه وشفاه المواطنين، مشاعر وطنية تكسوها السعادة والبهجة بمقدم (سلطان الخير وسلمان الوفاء)، فقد ظل الجميع يرقب أخبارهم ويترقب عودتهم الميمونة بعد رحلة العلاج.
فسيدي سلطان الخير: صاحب الأيادي البيضاء السباقة لأعمال الخير لمساعدة المعوزين من أرامل وأيتام وأصحاب حاجة من أبناء شعبه الوفي وأبناء الدول العربية والإسلامية حتى عُرف سموه - حفظه الله - (بسلطان الخير).
كما أن سيدي سلمان الوفاء حاكم نجد وأمير الرياض وابنها البار الذي انغرس حبه في قلوب أبناء هذا الكيان؛ لما يتصف به سموه - حفظه الله - بخصال فريدة في عمله اليومي بإمارة منطقة الرياض، ويقف عليها شاهداً أبناء الوطن، ويرصدها تاريخ الوطن في سجله الناصع مهندساً بارعاً لتطوير الرياض ومؤسساً للكثير من الأعمال الخيرية والمواقف الإنسانية.
فحُقّ للجميع الابتهاج بنجاح عملية خادم الحرمين الشريفين وعودة الأمرين، فهنيئا للشعب السعودي هذه المناسبات، وهنيئاً لنا هذا الترابط الكبير، داعين الله - المولى القدير - أن يديم على ولاة أمرنا الصحة والعافية، وأن ينعم على هذه البلاد الطاهرة بالأمن والاستقرار ورغد العيش، إنه ولي ذلك والقادر عليه، إنه سميع مجيب.
ماجد محمد الحابي - مدير مستشفى محافظة السليل