|
كتاب «لم أعد صغيرة» للقاصة راوية أباظة، الصادر عن دار الفكر، يمثل صورة من اختلافات الأجيال التي لا تنتهي..
وجاء في مقدمة الكتاب: كتبت هذه الصفحات صاحبتها وهي طالبة في الثانوية تسترجع ذكرياتاها مع جدتها منذ وعت الدنيا حتى يومها الذي ختمت به هذه الخواطر.. وهي تمثل فروقاً وتناقضات تجري بين ثلاثة أجيال: الأجداد والأبناء والأحفاد؛ لتقدم أفكاراً شتّى يحسن أن يقف عليها الكبار في تعاملهم مع الصغار أصحاب المشاعر التي لا يعترف بها أولئك الكبار.
وقالت الكاتبة: للجدات في حياة الأطفال مجد عظيم ومحبة غامرة فهن المدافعات على الدوام وهن الناصحات اللطيفات للأطفال لا تخلو أياديهن من الهدايا ولذيذ الأطعمة.
وكثيراً ما تصف لنا جدتي دار جدها القديمة، تلك الدار العربية القديمة التي تؤوي الأسرة الكبيرة المؤلفة من أسر صغيرة، الجدان الكبيران والأولاد كل وزوجته ثم الحفدة الكثيرون، الدار كبيرة جداً باحة واسعة مفتوحة على السماء تتوسطها بركة وحول الباحة غرف من طابقين السفلي للصيف والعلوي للشتاء.
وفي الباحة أشجار الكباد والليمون وحول البركة تصطف أصص الفخار وفيها نباتات مختلفة، حديقة جميلة جداً تدخل البهجة إلى النفوس.
وتحت عنوان «الفروق التي تزداد» تقول المؤلفة: أنا وجدتي على خلاف بين وفروق جمة في الطباع والأفكار والعادات ووجهات النظر حتى ضقت ذرعاً ببعض التصرفات، وحتى صار يزعجني أقل شيء تعترض به جدتي علي، وقد أظهر اعتراضي أو أخفيه.