|
من كتب التراث والثقافة يتضمن ذكريات ما قبل نصف قرن للتقاعد أبي عبدالله محمد بن عبدالعزيز الجدوع حيث كتب عما لاقاه في مشوار حياته وحياة أقرانه من تعب وفقر وجوع ومرض وأخطار ثم البركة في الرزق والعافية في الجسم وصلاح الولد.
وقال المؤلف: قبل 45 سنة تقريباً كنا نسمع عن أناس عندنا في الدلم نسميهم المطاوعة وخاصة إذا تأخرنا بعد صلاة العشاء باللعب في الوادي على ضوء القمر فإن أهلنا يخوفوننا بهم وإذا تأخرنا في الظهر خوفونا بحمار القائلة الذي لم نره ولا نعرف عنه شيئاً ومع هذا كانوا محبوبين من جميع الناس وعامتهم من كبار السن ويحملون العصي ولا يبدأ عملهم إلا بعد صلاة العشاء فإذا وجدوا أناساً متأخرين أمروهم بالذهاب والنوم في المنازل أو شموا دخاناً فإنهم يبحثون عنه وإذا وجدوه مع أحد يضربونه وكذلك يحضرون الزواجات وينهون النساء عن ضرب الدف بالصوت العالي ويمنعون الفلاحين عن وضع تنكة قرب المحالة حيث تحدث صوتا جميلا.
وعن تجربته في العمل قال المؤلف: أثناء بحثي عن عمل وجدته في مصنع البيبسي للمرطبات الخاص لمحمد الجميح -رحمه الله- وكان يزورنا كل أسبوع ويشجع العمال السعوديين وكان عملي مأمور سنترال سنة 1388هـ والراتب 300 ريال ولكن هذا المصنع بعيد عن البيت وهو في موقعه الآن في أول شارع خريص وكان عندي دراجة هوائية بقيت عندي أكثر من ثلاث سنوات أتنقل عليها فاضطررت أن أشتري دراجة نارية أظن أن قيمتها 500 ريال.
وعن الصفات الطيبة التي كان الآباء والأجداد يتمتعون بها قال المؤلف:
- من الصفات الطيبة تبكيرهم إلى الصلوات وخاصة صلاة الجمعة حيث عرفت أناساً إذا صلوا الفجر يجلسون في جامع الديرة بالرياض في قراءة وتسبيح حتى يصلوا الجمعة وأولادهم يأتون لهم بالفطور.
- كان عندهم المحبة والتعاون فكان أحدهم إذا كان عنده عمل فإن الجيران يساعدونه وبالعكس.
- قرب الأبناء من والديهم فكانوا في طاعتهم وقريبين منهم ولا يعصون لهم أمراً إلا النادر، وهذا من حسن حظ الجميع.
- الزهد فكانوا لا يهتمون بالدنيا كثيراً وينامون بعد صلاة العشاء مباشرة وقد شاهدت هذا في الرياض عام 1384هـ فكانوا يقفلون المحلات بعد أذان المغرب.
وروى المؤلف قصة سرقة غريبة وقال: سمعت أن بعض السراق اتفقوا على حيلة شيطانية حيث أحضر أحدهم لفافة إلى أحد المساجد على شكل جنازة فلما وضعوها أمام الإمام ليصلي عليها صاح أحدهم قائلاً: يا إمام لا تصلي عليه إنه حرامي أكل مالي فقال الإمام كم تطلبه فقال ثلاثة آلاف ريال فطلب الإمام من الحاضرين مساعدته فتم جمع المبلغ فلما صلي عليه هرب السراق بخفية وبعد الانتظار الطويل فتحوا هذه الجنازة وتبين أنها لفافة على شكل جنازة وأعظم من هذا الذين أدخلوا السلاح في بيت الله الحرام عام 1400هـ وفي لفائف على هيئة جنائز كما سمعنا والعياذ بالله من عملهم.
وفي نهاية الكتاب وجه المؤلف جملة من النصائح للشباب وقال:
- هل تريد أن يحبك الله ويحفظك؟ أحفظ كتاب الله حسياً ومعنوياً.
- هل تريد أن يعفو الله عنك؟ أعف عن خلقه.
- هل تريد قرب الرسول صلى الله عليه وسلم؟ أكثر من الصلاة عليه.
- هل تريد أجر حجة وعمرة؟ صلِّ الفجر وانتظر في مصلاك حتى طلوع الشمس ثم اركع ركعتين.
- هل تريد رزقاً مباركاً: حافظ على الصلوات الخمس في جماعة.
- هل تريد أن يبرك أولادك؟ بر والديك عطفاً ورفقة.
- هل تريد أن تنقص ذنوبك؟ اسقِ الماء لابن السبيل.
- هل تريد أن ينفعك ولدك؟ أدبه على فعل الخير وأبعده عن جليس السوء.
- هل تريد أن ينور وجهك؟ أكثر من الصلاة في الظلام.
- هل تريد أن تكون في ظل الله يوم القيامة؟ أكثر من الصدقة.
- هل تريد أن تضحك يوم القيامة؟ ارض بقسمة الله لك.