كانت الرئاسة العامة لرعاية الشباب ممثلة في أنديتها المنتشرة في مدن وقرى هذه البلاد العزيزة تمثل مسماها في الماضي تمام التمثيل، فكانت الأندية تعمل على رعاية الشباب في مختلف الجوانب البدنية والعقلية، والنفسية، والاجتماعية، والثقافية، والترفيهية، حيث كانت هناك الألعاب الرياضية المختلفة من كرة القدم إلى كرة الطائرة إلى السلة والتنس.. إلخ.
وكان هناك النشاط الاجتماعي الذي يساهم في مختلف المناشط التي تمس المجتمع، وكان هناك النشاط الثقافي حيث تعقد الأمسيات الشعرية والندوات والمحاضرات في مختلف التخصصات بالإضافة إلى المسابقات الثقافية. وفي المجال المسرحي كانت هنالك المسرحيات والتمثيليات الهادفة التي يقوم عليها متخصصون في هذا المجال. وفي الفن التشكيلي كان هناك متخصصون ومراسم للشباب ومعارض للفنون التشكيلية..
وفي الفن الموسيقي: كان هناك عناية بالفن الشعبي، والمنولوجات.. التي كان لها حيز واسع في الحفلات التي تقيمها الأندية، ونحن نعلم جميعاً أن الفنون بأنواعها جزء من هوية الأمة، فلا يوجد أمة على وجه الأرض، إلا وفنونها أحد عناوين هويتها. وكان هناك مخصصات للأندية من الرئاسة تكفي للإنفاق على هذه المناشط المختلفة... والسؤال الآن: هل رفعت الرئاسة العامة لرعاية الشباب في العقدين الأخيرين يدها عن أنديتها، وتخلت عن مهامها ومسئولياتها تجاه الشباب؟ فأصبحت الأندية تترنح غير قادرة على القيام ولو بلعبة واحدة فقط، وهي لعبة القدم؟؟ ففقدت بذلك الأندية دورها الريادي والتثقيفي، وانعدمت قدرتها على استقطاب الشباب.. وقد كان لذلك تبعاته بلا شك، ولو تدبر المعنيون في هذا الأمر لوجدوا أن إعانات الأندية ولو تدبر المعنيون في هذا الأمر لوجدوا أن إعانات الأندية وعددها لا يصل إلى المائتي نادي في المملكة، لا يعدو عن كونه مبلغاً زهيداً يصرف في إصلاح فلذات الأكباد وملء فراغهم بما يفيد ويروح عن النفس.. والوقاية بلا شك خير من العلاج.
إن السمة الواضحة للرئاسة العامة لرعاية الشباب في وقتنا الحاضر هو نشاط كرة القدم فإلى متى يترك أكثر من 60% من سكان هذه البلاد وهم الشباب بدون أنشطة مفيدة تعود عليهم بالنفع وتقوم عليها الرئاسة، وهو الذي نتمناه جميعاً.. أرجو أن يكون ذلك قريباً.
حمود بن عبدالعزيز المزيني - المجمعة