معرفات ومواقع عبر شبكة الإنترنت تحمل أفكارا منحرفة! وتوجهات مشبوهة ذات أسماء براقة وشعارات مضللة!!...
مواقع مجهولة الهوية، مجهولة المنهج، مجهولة المصدر، تقوم على دعائم ومرتكزات أربع في السيطرة على أفكار الشباب ومن ثم التأثير عليهم وعلى سلوكهم:
أولاً: ضعف تحصيل الشباب العلمي وخصوصا من (.. العلم الشرعي الراسخ ؛ الذي يستطيع به أن يتعامل مع مدلهمات الأمور وخصوصا وقت الازمات التي تهم جميع الأمة الذي قال الله في شأنها: (وإذا جاءهم أمرٌ من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم) إذاً الأمور التي تهم الأمة جمعاء (ذات القضايا المصيرية) مرجعها لولاة الأمر وليست لعامة الناس و(صغار السن منهم).
ثانياً: العاطفة الجياشة،والحماس الشديد، والاندفاع القوي لدى الشاب؛ والحماس والعاطفة الصادقة لا تكفي بدون العلم الشرعي الراسخ؛ والعقل المتزن الذي يدرك عواقب الأمور ويحيط بملابساتها.
ثالثاً: استغلال المصطلحات الشرعية وتوظيفها لمصالحهم المشبوهة من الدعوة لنصرة الأمة والتباكي على قضايا.
رابعاً: تكفيرهم للعلماء والدعاة، وتصنيفهم لهم!! مما زعزع الثقة بهم وبعلمهم وفتاواهم وجعلهم مهيئين لكل فكر ضال أو منهج منحرف...
خامساً: ضعف دور الأسرة التربوي.. وضعف المتابعة والإرشاد والمراقبة لهم!.
ولا عجب ونحن نعيش هذا التقدم وهذه الطفرة العظيمة في مجال الإلكترونيات وشبكة الاتصالات الذي نتج عنه أن أصبح العالم قرية معلوماتية صغيرة، متشابكة الأطراف، متشابهة الظروف والملابسات؛ أن تكون هذه القرية الإلكترونية مرتعاً خصبا لمن أراد أن ينشر ثقافة ما أو أن يؤصل علماً أو أن يطرح فكراً، أو إشاعة القلاقل وإثارة الفوضى، لما يجد من الحضور والمتابعة والإقبال وخصوصا من فئة صغار السن من الشباب، الذي أبدع غاية الإبداع في التعامل مع الشبكات الإلكترونية وتفوق في استخدامات التقنية فأصبح هذا الشاب مع قلة علمه، وضعف حصانته الفكرية، يدخل هذه المواقع بلهف ونهم، ومن هذه المواقع مواقع ظاهرها الدين الصحيح والفكر السليم، وباطنها العقيدة المحرفة الباطلة!، والفكر المنحرف الضال!، وأصبح يتلقف ويتعلم على يدي أرباب هذه المواقع وينشأ على منهجيتهم سواءً كان منهجاً شيطانياً منحلاً أو منهجاً تكفيرياً ضالاً، وأصبح هذا الشاب أسيراً بأيديهم يفتحون أمامه العالم كله بشهواته وفساده، وشبهاته وأفكاره المضللة، وكل هذا في غفلة من الأهل والوالدين والأسرة جميعا بل والمجتمع كله!! لذا ينبغي من الجميع أن يكون في محل المسؤولية وأن يقوم بدوره في غرس مفهوم الأمن الفكري وكذلك غرس أهدافه من خلال:
1- غرس القيم والمبادئ الإنسانية؛ التي تعزز روح الانتماء والولاء لله ولرسوله ثم لولاة الأمر.
2- ترسيخ مفهوم الفكر الوسطي المعتدل الذي تميز به الدين الإسلامي الحنيف {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا}.
3- تحصين أفكار الناشئة من التيارات الفكرية الضالة، والتوجهات المشبوهة. من خلال نشر المواقع العلمية المؤصلة الموثوقة المنهج المعلومة المصدر.
4- تربية الفرد على التفكير الصحيح؛ القادر على التمييز بين الحق من الباطل، والنافع من الضار.
5- إشاعة روح المحبة والتعاون بين الأفراد، وإبعادهم عن أسباب الفرقة والاختلاف ، وخصوصا مع ولاة أمرهم ومع العلماء والدعاة وحملة الشريعة. {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ}.
6- ترسيخ مبدأ الإحساس بالمسئولية تجاه أمن الوطن والحفاظ على مقدراته ومكتسباته (فالمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده) (والمؤمن من أمنه الناس على دمائهم وأعراضهم وأموالهم).
7- على جميع أفراد المجتمع استشعار المسئولية من خلال استشعار: حاجة الكائنات كلها من بشر وحيوان، ونبات وجماد (للأمن) لأنه من أهم الأسباب للحفاظ على الضروريات الخمس التي جاءت جميع الشرائع السماوية للحفاظ عليها وهي (الدين والنفس والعقل والعرض والمال).
وما دام أن الأمن نعمة يرفل بها كل فرد ومجتمع ويسعد بها كل موجود فإن الحفاظ عليه واجب يشترك فيه جميع الأفراد والمؤسسات والهيئات في المجتمع؛ والمؤسسات التربوية والتعليمية من أولى الجهات المعنية بالحفاظ على الأمن، ووقاية المجتمع من مفسداته من خلال بناء شخصية الناشئة بناءً فكريا متزنا وخصوصا من خلال المواقع الموثوقة والمجموعات البريدية المعلومة المصدر السليمة المنهج.
أخيراً أقول: إن أي أمة من الأمم أو مجتمع من المجتمعات يتعرض لأزمة أو ضائقة فإنها تتجه (للتربية) باعتبارها المدخل الأنسب للتغيير والتصحيح؛ فالتربية هي المعنية بتكوين المفاهيم الصحيحة، وتعزيزها في أذهان الناشئة وهي المسئولة عن بناء الاتجاهات وضبطها, وبها يقوي البناء الاجتماعي وتعتز وحدته ويعظم تآلفه.
Saad.alfayyadh@hotmail.com