|
وادي الدواسر - قبلان الحزيمي
(الضو أليا شبت فنصف الجمالة .. والنصف الباقي فيما تيسر من الزاد) بيت من الشعر القديم يردّده كبار السن وأبناء البادية، خاصة في مثل هذه الأيام الشتوية التي تعتبر فيها الضو (شبة النار) فاكهة الشتاء، فهي ليست للتدفئة أو الطهي فحسب، بل تشكل حفلات سمر يتم خلاها شبة النار وإعداد القهوة العربية على الجمر، وربما طهي الطعام الشعبي وتناول حليب الخلفات - إنْ وجد -، في جلسة أدبية يتبادل الجميع خلالها القصص والسوالف والروايات، والاستماع إلى أجمل القصائد والشيلات، في ليالي الشتاء التي تعتبر أطول مساءات العام على الإطلاق، وهناك يسترجع أبناء الجيل الحالي ما كان عليه الآباء والأجداد من معاناة في طريقة معيشتهم وتغذيتهم وحياتهم اليومية، من خلال ممارستها في المجالس الشعبية بالمنازل أو الاستراحات، وهنا يدرك الجميع أن العودة إلى هذه الطريقة في التدفئة والطهي هي من باب حب الأصالة واستمتاع الآباء بالرجوع إلى الماضي، والذين يجدونها فرصة لتدريب أبنائهم على ما كانوا عليه من مشقة في السابق، حتى جاءت وسائل الراحة والرفاهية والتقنية الحديثة، وطغت على تلك الوسائل البسيطة والعادات الاجتماعية المفيدة التي كانت تربط كافة أفراد المجتمع، وتجعلهم في لقاء مستمر وليالي سمر ماتعة.