عندما يزور فخامة الرئيس بشار الأسد المملكة فلا شك أن بوصلة الاهتمام السياسي والدبلوماسي ستتجه إلى الرياض في انتظار ما ستسفر عنه قمة القائدين الكبيرين نظراً لما يمثلانه من ثقل ووزن سياسي على المستوى الدولي، حيث تأتي هذه الزيارة في الوقت الذي تراوح فيه جهود السلام مكانها بين الفلسطينيين والإسرائيليين إضافة إلى الشأن اللبناني الذي يقتضي وقوف جميع الأطراف العربية المخلصة مع هذا البلد الشقيق، يضاف إلى ذلك مأزق الرئاسة العراقية التي تلت الانتخابات وحالة الترقب التي تعيشها المنطقة في انتظار الوصول إلى حلول ترضي الأطراف والأطياف العراقية كافة.
وتكتسب زيارة فخامة الرئيس الأسد للمملكة أهمية خاصة كونها تأتي عقب انتهاء أعمال القمة العربية الاستثنائية التي عقدت مؤخراً في ليبيا بمشاركة الرئيس السوري وعدد من قادة الدول العربية.
فالعرب اليوم بحاجة إلى مواقف تعيد إلى جدارهم صلابته وتحقق شروط نهضتهم التي شابها الكثير من الضمور.
والمملكة وسوريا مع الشقيقة مصر ساهموا في كثير من المراحل بحماية الجسد العربي ومنع تفتت أوصاله في زمن صعب يمر به العرب.
إن الأهمية التي تحملها القمة السعودية السورية تجعل شعوب وأبناء المنطقة يتطلعون إلى نتائج إيجابية كانت وما زالت على الدوام سمة لقاءات خادم الحرمين الشريفين مع أشقائه وإخوانه القادة العرب سعياً لإيجاد موقف عربي موحد تجاه كافة القضايا الحيوية وزيادة أواصر المحبة والأخوة بين الأشقاء ودعم المصالح العربية المشتركة.