يكاد جمهور المشاهدين يجمع على أن برنامج «حجر الزاوية» للشيخ الدكتور سلمان العودة ولفريقه المساند والمكون من فهد السعوي وأحمد الفهيد والطاقم الفني والإداري المتخصص، هو البرنامج الأكثر تميزاً واحتراما في برامج قناة إم بي سي، وحتى في غيرها من القنوات الفضائية والأرضية، خلال رمضان هذا العام. ولعل السبب الأساس في هذا الإجماع هو «التجديد المتواصل».
إن إدارة قناة إم بي سي تسير فيما يبدو مع نفس المبدأ الذي يسير فيه فريق عمل هذا البرنامج. وهذا المبدأ يرتكز على قراءة واعية لكافة البرامج الدينية التي تعرضها كل القنوات، والاستفادة من كل إيجابياتها وتفادي كل سلبياتها، ومن ثم البحث الجاد في رغبات الناس والخروج برؤية حديثة وعصرية ومرنة، ذات قبول لدى كل الأذواق والتيارات، وذات مزاج تطويري وتجديدي متواصل.
ولأن الدكتور سلمان انكوى بكل التجارب التي ينكوي بها كل باحث عن الحقيقة وكل ساعٍ للوصول للحق، وبعد أن استقر به المقام في الفكر الوسطي، المتسامح، المتحاور، المجادل بالحسنى، المحترم للرأي الآخر، النابذ للعنف وللتسفيه وللتكفير، أصبح كنزاً تتسابق عليه المنابر الإعلامية، ولا شك أن قناة إم بي سي، برؤيتها الإعلامية المهنية، كسبت رهان استقطابه، ليصعد البرنامج بالقناة، ولتصعد القناة بالبرنامج، سواءً بسواء.
إن «حجر الزاوية» يطرح أنموذجا برامجياً فذاً، يمكن لأية قناة أن تحتذي به، وربما تتفوق عليه، خاصة بعد أن أُغْلِقَتْ أسواق الفتوى، ولم يعد لتجارها السابقين من منابر سوى أرصفة البطيخ والسوبيا !