علياء الناجي - الجزيرة
كشفت أول دفعة نساء قانونيات سعوديات يدخلنَ أروقة المحاكم الشرعية والجهات القضائية كديوان المظالم للتدريب الميداني عبر «الجزيرة» بشارة القضاة لهن بأن المستقبل يعدهن بالخير؛ مشيرات في ذات الوقت إلى التفاني الواضح من قبل كبار قضاة المحاكم في إيصال المعلومة لهن وتعريفهن بطبيعة العمل في المحاكم والإستراتيجية القادمة وتعاملهم مع المحاميات المتدربات كبناتهم، وذلك بعد حضورهن للجلسات القضائية العلنية ورؤيتهن للواقع الميداني من استخدام التقنية داخل الجلسة وأجهزة الكمبيوتر في تسجيل الدعوى وغيرها من المعلومات إضافة إلى تعرفهن على الجلسات القضائية عن قرب وعلى الإجراءات المتبعة داخل كل جلسة مشيدات بأن القضاة كان لهم دور عظيم في تسهيل عملية تنقلهن في أروقة المحاكم، وذلك بصفتهن أول وفد نسائي يتدرب ميدانيا على العمل كمحاميات في وقت لاحق.
وفي ذات السياق قالت رئيسة المجلس الاستشاري الطلابي في كلية الأنظمة ومنسقة زيارة طالبات كلية الأنظمة والعلوم السياسية في جامعة الملك سعود هبة العيسى: إن الصعاب قد ذللت في سبيل الوصول إلى المحاكم الشرعية والهيئات القضائية في الدولة لنصبح بذلك أول نساء قانونيات سعوديات يدخلنَ أروقة المحاكم؛ مضيفة: تمكنا بفضل الله من الاطلاع عن كثب عن كيفية سير العملية القضائية والفصل في المنازعات بين الأفراد مشيرة إلى أن الرُقّي في التعامل وحب العطاء من القضاة كان كفيلاً بأن يُبددَ العناء الذي كابدته لإنهاء ما بدأناه.
وأضافت العيسى: إن الرهبة والخوف سيطرا عليها عند دخولها الدوائر القضائية إلا أن ذلك الخوف تبدد بعد أن خرجت بقلب يملأه الإصرار لتتخلى عن دور المشاهد في الدائرة القضائية لدورٍ تصبو إليه النفس، وأن تكون من الزمرة الأولى من النساء القانونيات اللاتي يسعين إلى رفع سقف الثقافة الحقوقية في المجتمع، والتي تعد كخطوة أولى للوصل؛ لذلك لا بدَّ من تفعيل الجانب التطبيقي في دراستنا القانونية.
إلى ذلك أوضحت القانونية بيان العساف أن فتح المجال لهن لطرح أسئلتهن خلال التدريب الميداني يعكس مدى تعاون الجهات القضائية والمحاكم الذين تناولوا بشرح أهم الإجراءات المتبعة بالجهة القضائية مشيرة إلى أن كل ذلك ساعدهم على التجرد من تلك المخاوف التي تراود كل قانونية سعودية في مدى تقبل القضاة لوجودها بالمحاكم، وتابعت: لم نخرج من هناك إلا وقد تغيرت تلك لأفكار بشكل كبير وهو ما يبشر بممارستها العمل القانوني في المستقبل القريب مشيرة في ذات الصدد على ضرورة تفعيل الجانب التطبيقي العملي في الجامعة لما له من دور فعال في ربط الجانب الدراسي النظري بما يتم تطبيقه بالواقع وذلك عن طريق عقد اتفاقيات تدريب أو ترتيب زيارات ميدانية لطلاب وطالبات القانون من أجل أن تكون العملية التعليمية مكتملة.
من جهتها أشادت القانونية عهد النفيسة بإجراءات التنسيق لحضور الجلسة بسلاسة ورحب بنا قضاة الجلسة بوجود أطراف الدعوى مشيرة إلى رؤيتهم لاستخدام التقنية الحديثة في الجلسات القضائية حيث يتم عرض المحضر بشاشة على الحضور وبعد انتهاء الجلسة تمت الإجابة على أسئلتنا عن طبيعة الدعوى والإجراءات التي تتبع فيها.
وأوضحت النفيسة أن هناك تفانيا من كبار قضاة المحاكم في إيصال المعلومة وتم تعريفنا بطبيعة العمل في المحاكم والإستراتيجية القادمة.
وأشادت القانونية أسيل البابطين خلال حضورها للجلسة القضائية استخدام التقنية داخل الجلسة واستخدام أجهزة الكمبيوتر في تسجيل الدعوى وغيرها من المعلومات موضحة إلى تعرفهن على الجلسات القضائية عن قرب وعلى الإجراءات المتبعة داخل كل جلسة وشاركتها الرأي القانونية مشاعل الراشد كان تواجدنا بين تلك الهيئات القضائية وفي أوساط القضاة كفيل لإزاله تلك التخوفات.
وقالت القانونية سارة السبتي: استمتعنا بحضور الجلسات العلنية فلا شيء أروع من مشاهده الواقع المهني لما يتم دراسته، كان الاستقبال طيباً ومميزا في الحقيقة أجابوا عن جميع استفساراتنا بصدر رحب سمحوا لنا بالاطلاع على تفاصيل عملهم ومتابعته بكل شفافية شاكرين لهم حسن استقبالهم ونتمنى لهم التوفيق.
يشار إلى أن عددا من طالبات كلية الأنظمة في الجامعات السعودية انتهين من دورة تدريبية مكثفة على أعمال المحاماة والاستشارات القانونية لمدة ستة أسابيع خلال فترة هذا الصيف تحت إشراف ومتابعة المستشار القانوني أحمد بن إبراهيم المحيميد حيث أتيحت الفرصة للمتدربات لزيارة بعض الجهات القضائية وحضور الجلسات القضائية العلنية والتدرب على تطبيق الأنظمة والتعليمات القانونية وإعداد العقود وتفعيل نظام المشتريات الحكومية والقيام بأعمال المرافعات والاستشارات القانونية، وعلى طريقة إعداد البحوث القانونية.