أول الغيث قطرة.. هذا للتحذير من المطر والاستعداد لمواجهة آثاره الخطرة التي قد تصل إلى درجة الفيضان والتي تسبب السيول التي تجرف المنازل وتحاصر السكان وتؤدي إلى مقتل المئات، وإن لم ينقذوا فسترتفع أرقام الضحايا إلى ملايين.
الناس تحذر من المطر وتعتبر أولى قطراته تحذيراً يتطلب غوثاً، ولكن كيف يكون الأمر إذا ما هطل المطر وبقوة، وأصبح الفيضان حقيقة، والسيول أخذت تفعل فعلها فتجرف المنازل والمباني وتغرق السكان؟
هكذا هو الإرهاب الطائفي الذي يقوم به وينفذه بإصرار -من لا يستحي ولا يخاف- نظام الملالي في إيران.
أولى قطرات الغيث بدأت في الأيام الأولى لثورة الخميني التي رفعت شعار تصدير الثورة، وكانت الدول المستهدفة الدول العربية المجاورة. بدأت قطرات الإرهاب تتساقط على العراق، وشهد ذلك القطر العربي عدداً من العمليات الإرهابية أوصلت العراق وإيران إلى حرب ضروس استمرت قرابة العقد من الزمن، أكلت الأخضر واليابس، وأسست للفتنة الطائفية المتأججة في العراق التي وصلت ضحاياها إلى أكثر من مليون ضحية، وأكثر من أربعة ملايين طفل يتيم، ومثلهم من النساء الأرامل، إذ إن كل ما حصل للعراق من حروب واحتلال كان بسبب قطرة الفتنة تلك، فتنة تصدير الثورة.
هذه القطرات التي كانت كالسيول الجارفة التي تتطلب الغوث، انتقلت إلى لبنان وأصبحت واقعاً معاشاً، وفي اليمن من خلال بؤرة الإرهاب التي يقودها الحوثي، والآن يحاولون تنفيذها في الخليج العربي، والتي كشفتهم أجهزة الأمن البحرينية التي فضحت ممولي الخلايا النائمة والذين يورطون الشيعة العرب زاعمين بأنهم يدافعون عن مصالحهم ومصالح الطائفة، وهم في الحقيقة يدفعون بهم إلى المحرقة بجعلهم حطباً لفتنة طائفية ذاق ويذوق مسلحو العراق ولبنان واليمن تبعاتها قتلاً وتفرقاً وعداءً مستحكماً بين أبناء الوطن الواحد والدين الواحد.
نظام الملالي في طهران يريد من الشيعة العرب أن يكونوا درعاً لحمايته بعد أن تأكد دوره في نشر الفوضى والإرهاب واستهداف العرب جميعاً مسلمين سنة وشيعة، ورغم كل الخسائر والمشاكل والإشكالات التي أوقع نظام ملالي طهران شيعة العرب في أتونها، إلا أنه ما يزال هناك من يثق في هذا النظام المخادع كما أظهرته وقائع كشف عصابة الإرهاب في البحرين.
jaser@al-jazirah.com.sa