أطلق شباب متحمسون فيلماً ناشدوا فيه الرئيس الأمريكي أوباما إطلاق سراح المعتقل حميدان التركي بعد أن قضى ما يقارب أربع سنوات وتبقى له اثنتان وثلاثون سنة بحسب الحكم الصادر ضده!! وكما نعرف أن أسرته تعرضت للمعاملة السيئة من قبل (الاف بي آي) أثناء هوجة قانون محاربة الإرهاب الذي سنته الإدارة الأمريكية وضيقت فيه حتى على مواطنيها وهذا القانون ليس الوحيد الذي يُعتبر من (تركة) الرئيس بوش وما أكثر ما ترك من سيئات على مختلف الأصعدة وورط أمريكا بحروب لا تزال دول تعاني من آثارها.. بل وجرّت حتى على الشعب الأمريكي خسائر في الأرواح وخسائر مادية بالإضافة إلى سمعة سيئة في مختلف أنحاء العالم!
الفيلم الذي تم إطلاقه على الشبكة العنكبوتية هو مخاطبة للآخر بما يفهم.. وكما نعلم أن الأفلام إذا ما اتقنت فهي وسيلة مهمة وترسل الرسالة بأقصر الطرق وأكثرها تأثيراً! الفيلم بدأ بتقديم مقنع حيث سرد لما قام به رؤساء أمريكا من إطلاق سراح عدد من المعتلقين حتى أولئك الذين تجسسوا لصالح إسرائيل! ولكن الفيلم لم يلامس النواحي الإنسانية سوى في المقطع الذي شاركت فيه ابنة حميدان.. ونسي منتجوه أن يضعوا أهم شخصية مؤثرة على أوباما وهي أوباما نفسه.. وهو الذي تعهد بإطلاق معتقلي قوانتانامو وكذلك تأكيده عدة مرات على أهمية أن تكون العلاقات بين أمريكا والعالم الإسلامي طيبة! ما لاحظته هو أن أكثر المشاركين تحدثوا بكلام عادي وبعضهم ليس له أي حضور مؤثر يمكن أن يضيف قوة إلى الفيلم! وكان بالإمكان إضافة شخصيات دولية او أمريكية يمكن الاستفادة من صوتها لصالح الموضوع، لكن بشكل عام فإن الفيلم خطوة مهمة تجاه التأثير على الرأي العام الأمريكي متى ما حرص منتجوه إلى توصيله إلى البيت الأبيض أولاً وإلى منافذ التأثير في الدوائر الرسمية الأمريكية ومواقع الإنترنت المهمة.
الحملة التي يحاول الفيلم أن يستنهضها يجب أن تشاركه فيها حقوق الإنسان ب(هيئتها ولجنتها) ويجب أن لا تتوقف عند حميدان.. فهناك عدد من المعتقلين في قوانتنامو الذين يقبعون في ذل ومهانة لا يحتملها البشر، وإلا فما الذي يدعو بعضهم إلى أن يموت منتحراً والبعض الآخر يحاول الانتحار! إن المأساة التي يعيشها العالم اليوم أن أمريكا حامية الحريات والديموقراطيات قد انحرفت عن مسارها فها هي تقوم بامتهان المواثيق الدولية وتنتهك حقوق الإنسان.. الفيلم لا يكفي لننصر إخوتنا (ظالمين أو مظلومين) لننصرهم بالطرق الحضارية التي يفهمها الغرب.. ولا بأس أن يشارك السياسيون في حملة لإطلاق المعتقلين فذلك سوف يعزز من الحملات الشعبية لنصل إلى نتيجة إيجابية في إطلاق سراح حميدان وكافة المعتقلين الذين نأمل أن يطلق سراحهم الرئيس أوباما ليكون (قولاً وفعلاً)!!
alhoshanei@hotmail.com