على الرغم من العقبات والإملاءات المُسبقة التي يواصل رئيس الحكومة الإسرائيلية نتنياهو إطلاقها قبل بدء جولة المفاوضات المباشرة، والتي أقترب موعدها كثيراً، فإنَّ الرئيس الأمريكي أوباما جازم على إنجاز وتحقيق اختراق مهم ومؤثر يضع أسس الدولة الفلسطينية.
الإدارة الأمريكية، وعَبْر قنوات إعلامية أمريكية وإسرائيلية، سربتْ عن (خطة طريق) أعطتها المصادر الإسرائيلية عشرة أعوام لتنفيذها، تنتهي بدولة فلسطينية لها حدودها المعروفة، وعاصمة معلنة، وأنَّ جلسات المفاوضات المباشرة ستتواصل وبمشاركة أوباما شخصياً، الذي سيقوم بزيارات لرام الله وتل أبيب والعواصم العربية التي لها علاقة بالقضية الفلسطينية. وأنَّ هذه المفاوضات التي سيرأس الجانب الفلسطيني منها محمود عباس والجانب الإسرائيلي نتنياهو، ستتواصل بحضور ممثلين كبار من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وبدعم أمريكي ومصري وأردني، وأنَّها ستناقش وتتعرض حتى للتفاصيل الصغيرة، بدءاً من تحديد الحدود، والاتفاق على وضعية القدس والعاصمة الفلسطينية، ومصير اللاجئين، والأمن في الدولة الفلسطينية ونوعية التسلح، والعلاقة الاقتصادية بدول الجوار العربي وإسرائيل.
حزمة كبيرة من بنود البحث والنقاش، والبداية ستكون في تناول القضايا التي سبق التفاهم عليها، والتي يسعى أوباما والمشاركون الآخرون في توظيفها كدافع لإنجاح المفاوضات واستمرارها، ويرون في إعلان الدولة الفلسطينية وإنجاز أطرها السيادية والأساسية في أقل من عام سيكون الحافز الأقوى والأهم لنجاح المفاوضات واستمرارها.
أوباما ومعه محمود عباس والعاهل الأردني والرئيس المصري يأملون أن ينتزعوا من نتنياهو اعترافاً بالدولة الفلسطينية، وبحدودها التي يصر الجانب العربي على أن لا تتغير عمَّا كانت عليه في 4 حزيران من عام 1967، وأن تكون القدس عاصمة مشتركة.. وطبعاً سوف لن تُطرح كل القضايا الحساسة في هذه الجلسة، إلا أنَّ أجواء وسير وتعامل المشاركين في هذه البداية ستكشف - وإلى حد بعيد - كيف ستكون عليه المفاوضات القادمة، وإلى ما تقود إليه وما سيتحقق منها.
****