* بداية تستوجب الشهامة والرجولة والخلق العربي الرفيع (أن نكون أوفياء لمن كانوا أوفياء لنا بعد مماتهم مثلما كانوا أوفياء لنا في حياتهم).
وضمير الجمع هنا يعني (الناس في هذا الوطن، والوطن من خلال ناسه)، كما أن الشيم الأصيلة تدعو أن نكرّم الكريم بعد رحيله مثلما كان كريماً معنا أثناء حياته، وتكريمنا ووفاؤنا للكريم الوفي: أن نتذكره دوماً بالخير وندعو له بما هو أكرم له في حياته بعد مماته ونعدد مناقبه ونشيد بمواقفه ونعرّف من لم يعرفه من أجيالنا اللاحقة حتى ترسخ سيرته في الأذهان، وهو هذا النمط اللا ملموس في تكريمه..
أما النمط الملموس الذي يجب أن نكرمه فيه فهو اطلاق اسمه - مثلاً - على أحد شوارع الوطن أو تسمية مدرسة أو معهد باسمه أو إقامة جمعية خيرية إنسانية تذكرنا بأعماله الإنسانية وتخدم شريحة من أبناء الوطن الذي ساهم في خدمته أوان حياته.
وهذا الأمر ينطبق تماماً على صاحب السمو الملكي - الراحل - الأمير فهد بن سلمان رحمه الله، فالأمير فهد كان لكل من عرفه رمزاً للمحبة والتواصل والإخلاص والكرم والعطاء؛ فبالنسبة للمحبة والتواصل كان الراحل محباً كبيراً للناس ومتواصلاً معهم كدأب أبيه العظيم سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- أما بالنسبة للإخلاص والعطاء فقد خدم الوطن في موقع مهم وفي فترة عصيبة، وأعني بذلك حينما كان نائباً لأمير المنطقة الشرقية، وأثناء أزمة احتلال الكويت تحديداً؛ فقد أبلى -رحمه الله- بلاءً إدارياً وإنسانيا رائعاً وجعل اسمه فوق شفة كل كويتي استوطن المنطقة الشرقية أثناء الأزمة، وذلك لما ذللّه من الصعاب حتى ولو كان من جيبه الخاص، وذلك لما اتصف به من كرم نادر قلما يتصف به الرجال مما حدا بوالده العظيم - سلمان - أن يسميه (أبو يد مخرومة)؛ لأن المال لا يستقر في تلك اليد الكريمة البيضاء والمعطاء أيضاً.
***
واليوم، وهنالك جمعية خيرية لمعالجة الفشل الكلوي باسمه الكريم؛ أي جمعية الأمير فهد لغسيل الكلى (كلانا) فإنه من الواجب الرجولي والإنساني والوطني أيضاً أن يسهم الجميع في دعم هذه الجمعية الوطنية التي وجدت لخدمة الفقراء منذ عقدين من الزمن، وكذلك معهم المحتاجين ومن لا يستطيعون مواصلة غسيل كلاهم من مرضى الفشل الكلوي؛ هذا المرض القاتل وصعب التكاليف، والذي يعد من الأمراض الشائعة في هذا العصر، والذي يعد (كلانا) أو كلنا معرضين له لا سمح الله، لذلك فإننا هنا ندعو رجال الأعمال وأصحاب الأموال والمقتدرين والباحثين عن الأجر من سائر المواطنين أن يبادروا لدعم هذه الجمعية الإنسانية النبيلة، كل حسب قدرته وطاقته، وذلك من أجل الإنسانية والوطن وتخليداً لمن تحمل اسمه ممن خدموا هذا الوطن.