ونحن على أبواب عام دراسي جديد يخطر ببالي دراسة بحثية نفذت خارج حدود بلادنا، الدراسة كانت ترى أن تأخير بدء الدراسة الصباحي لمدة نصف ساعة في التعليم العام قد أسهم في رفع مستوى تحصيل الطلاب، أذكر في هذا الشأن أن طلابنا كانوا في وقت من أوقات العام الدراسي يتهيأون للذهاب إلى مدارسهم بعد صلاة الفجر مباشرة، كان يمكن أن يكون هذا الأمر مقبولاً لو أنهم أخذوا كفايتهم من النوم ليلة البارحة، اسألوا المعلمين عن تفشى ظاهرة النعاس داخل الفصول، والأمر في الجامعة قد لا يختلف كثيراً، فأنا كأستاذ جامعي ألحظ أن بعض الطلاب يغلبه النعاس أثناء المحاضرة.

قد يتحمّل عضو هيئة التدريس صمت الطلاب وإحجامهم عن المشاركة بطرح أفكارهم وتساؤلاتهم أثناء تقديمه المحاضرة، وقد يتحمّل عضو هيئة التدريس مشاهدة مظاهر الضعف والهزال الأكاديمي المخيفة والمذهلة المتفشية بين الطلاب هذه الأيام، ولكنه لن يتحمّل حتماً أن يقدم لطلابه عصارة جهده واطلاعه وبحثه وخبرته ثم يرى طالباً أو أكثر في حالة نعاس.

إن استمرار طلابنا في السهر كاف لتدمير يومهم الدراسي، أذكر أننا استفتينا طلابنا في كلية المعلمين عن موعد نومهم فاكتشفنا أن نسبة كبيرة منهم تنام قرب الساعة الواحدة ليلاً. علينا كتربويين وأولياء أمور أن نعزّز ثقافة وممارسة النوم المبكر، وإلا لنؤخّر بدء الدراسة الصباحي لوقت مناسب.