نحن الآن في الثلث الأول من رمضان.. ترى ما ستصير عليه مكة المكرمة في العشر الأواخر من اكتظاظ البشر فيها؟
لقد قال بعض الذين ذهبوا للعمرة هذا العام إن الزحام كبير فوق طاقة الحرم والمنطقة المركزية مما يجعل الصلاة والطواف وقراءة القرآن أمرا عسيراً جداً.
المكان محدود وفتح باب العمرة بل والسعي لزيادة تأشيراتها خطأ كبير وبخاصة في رمضان.
إن هذا لا سمح الله قد ينتج عنه مشاكل كبيرة فضلاً عن السلبيات من التسول والنوم بالحرم والنظافة والتخلف مما يجعل مراقبتها والقضاء عليها عسيراً بسبب كثرة الناس، ومع الأسف فإن جهود الأجهزة الحكومية تذهب هدراً فالكثرة تغلب الشجاعة.. إن مؤسسات الطوافة تريد أن تأتي بعشرات الآلاف من المعتمرين وهدفهم الربح ولا يهم ما يحدث بالحرم والمنطقة المركزية من سلبيات عديدة.. لابد من تحديد عدد تأشيرات العمرة دون النظر لراغبي الكسب المادي.
لقد تم تحديد عدد الحجاج، والعمرة أولى، وبخاصة أن العمرة سنة، وأغلب المعتمرين غير قادرين مادياً وبعضهم يأتون كل عام، ولهذا نجد ظواهر التسول والنوم بالحرم والتخلف ورفع أسعار الفنادق بالمنطقة المركزية إلى درجات غير معقولة بسبب شراء الغرف من شركات محلية وأجنبية يبيعونها على المعتمرين بأسعار مضاعفة مع شرطهم أن يكون طلب السكن لليال مجتمعة وليس ليلة أو ليلتين..!
إن من سلبيات زيادة أعداد المعتمرين الذين لا يستوعبهم المكان المحدود الاختناقات المرورية، فكثير من الناس هذا العام ظلوا أكثر من أربع ساعات وهم ينتقلون من مطار جدة إلى مكة المكرمة.
من هنا تجيء دعوتي إلى تحديد المعتمرين وتوزيعهم على الشهور وعدم تكرار العمرة كل عام من بعض القادمين للمملكة، والمشكلة أن أغلبهم غير قادرين مادياً.. وهؤلاء هم الذين ينامون بالحرم والساحات وربما يتسولون ويتخلفون.
أثق بأن سمو الأمير الحازم خالد الفيصل لم تغب عنه هذه المشكلة، ولعله يسعى إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة للرفع عنها لولي الأمر.
2- -
.. غازي القصيبي
ورسالة مؤثرة
رحم الله غازي القصيبي.. لقد كان يعيش العمل تكليفاً وعناء وهما حتى أنه أثر على صحته فعلاً.. كنت أقرأ قبل ليلتين رسالة منه أرسلها في عام 29 هـ يقول في نهايتها رحمه الله:
(الحق أقول لك أيها الصديق أن كل ساعة أقضيها في هذا الموقع - يقصد وزارة العمل - تستنزف أياماً وشهوراً من حياتي.. لكن فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا ولن يغلب عسر يسرين).
- غازي -
رحمك الله (يا رجلاً في رجال) فرغم كل هذا العناء والعذاب صبرت وناضلت من أجل وطنك وأبناء وطنك، وحسبك أنك جعلت البطالة هم الجميع، وتوظيف المواطن غاية الجميع.
وشكر تحية لشركة سابك التي ترجمت وفاءها لمؤسس (سابك) وواضع نظامها ببناء مسجد باسم (غازي القصيبي) يذكر فيه اسم الله، ويدعى له فيه وهذا ما يحتاجه الآن رحمه الله.
3- -
آخر دمعة
للشاعر غازي القصيبي رحمه الله:-
(في دفتر الهاتف.. يطفو اسمه أمامنا
ونلمح الرقم على الصفحة..
مغموراً بماضي حبنا
وباليد المرتجفة
نشطب رقم الهاتف الصامت..
من دفترنا المسكون بالضجة.. والأحياء
نودعه ذاكرة الأشياء
وفجأة
نذرف دمعتين
لأننا ندفن من نحب مرتين)
فاكس 4565576
hamad.alkadi@hotmail.com