موسكو - سعيد طانيوس :
ووجَّه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود بتأمين طائرة لإجلاء الرعايا السعوديين من روسيا ونقلهم إلى المملكة, لإبعادهم عن خطر الحرائق والدخان السام المنبعث منها.
وذكر سفير المملكة العربية السعودية لدى موسكو، علي بن حسن جعفر أنه سيتم نقل الرعايا السعوديين بالإضافة إلى عوائل البعثة السعودية في موسكو والبالغ عددهم قرابة 80 شخصاً عن طريق طائرة تم تأمينها لإبعادهم عن الدخان الذي بات يشكل خطراً على الصحة العامة خاصة للأطفال والنساء.
وقالت صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» الروسية إن دخان حرائق الغابات جعل العاصمة الروسية غير صالحة للحياة في صيف 2010 ما ينذر بطرح مسألة نقل العاصمة الروسية إلى مكان آخر بقوة.
وقد بدأ الحديث عن نقل العاصمة من موسكو، حيث طالبت جماعة الضغط البطرسبورغية بضرورة نقل العاصمة إلى مدينة سانت بطرسبورغ التي كانت عاصمة البلاد أثناء الحكم القيصري قبل قيام ثورة البلاشفة عام 1917، وقد أبدت مدن روسية أخرى، مثل نوفوسيبيرسك، سامارا، كراسنويارسك، سوتشي - الاستعداد لاستضافة العاصمة الروسية.
وترى أوساط مراقبة، والحالة هذه، أن ضرورة المحافظة على صفة العاصمة اضطرت عمدة موسكو، يوري لوجكوف، لقطع رحلة علاجه والعودة إلى موسكو.
وبناءً على الأوضاع الحالية فلا يتوقع خبراء الأرصاد الجوية الروس تلاشى الدخان الذي توغل إلى شوارع موسكو وقصر الكرملين مقر الرئاسة الروسية، قبل 7 أيلول - سبتمبر المقبل.
وكان الصيف الحار هذا العام قد فجّر المزيد من المفاجآت السياسية في روسيا ومنها هروب دبلوماسيين أجانب من العاصمة الروسية موسكو التي تواجه كارثة بيئية نتجت عن الحرارة المرتفعة وحرائق الغابات.
وكانت ألمانيا أول دولة قامت بإجلاء سفارتها عن العاصمة الروسية، وأقدمت الدول الغربية على ترحيل دبلوماسييها من موسكو بعدما حذّر وزير الطوارئ الروسي سيرغي شويغو من احتمال ارتفاع المستوى الإشعاعي في منطقة بريانسك بسبب الحرائق، وقد كانت موسكو قد شهدت منذ أيام تلبد سمائها بدخان حرائق الغابات التي لا تزال مستعرة، والمحمل بالغازات والجزيئات السامة.