في شهر رمضان المبارك تكبل الشياطين ويرتاح البشر من وسوستهم، ويتفرغوا لعباداتهم، إلا أن الشياطين أعطوا دورهم لشياطين آخرين فرضوا أنفسهم على الأمة، فأصبحوا جزءاً من المشهد العام في رمضان، فقد حلت المحطات الفضائية محل الشياطين وأخذت دورها وأصبح في بيت كل واحد منا شيطان إلكتروني يحتضن العديد من الأبالسة.

محطات فضائية تقدم مسلسلات وبرامج لا تشد المشاهدين إلى شاشة التلفاز وتلهيهم عن الصلاة والعبادات الأخرى وتسهرهم حتى ساعات متأخرة من الليل فحسب، بل إضافة إلى ذلك تقدم مشاهد ومواضيع تتنافى مع الشريعة الإسلامية وحتى مع السلوك الإنساني! امرأة تتزوج خمسة رجال، ومسلسل يمجد العنف و(الزعرنة) ومسلسل تسوق المياعة ويقدم الفتاة سلعة جنسية في هذا الشهر لإثارة الغرائز الحيوانية، ومسلسل يثير الكراهية ويعمق الفرقة بين أبناء المجتمع الواحد، وآخر يظهر تسلط المجتمع الذكوري.

وهكذا مواضيع المسلسلات، تركز على الإثارة و(الأكشن) ولا تهتم بالأخلاق والقيم لتحصل على أفضل ساعات البث وعلى أغلب محطات التلفزيون. لتأخذ المحطات الفضائية وبكل جدارة دور الشيطان الذي وإن أجبر على أن يأخذ إجازة في شهر رمضان مكبلاً معطلاً عن عمل الشر. فإن عمله تكفلت به المحطات الفضائية بكل جدارة..

محطات تؤدي دور الشيطان في نشر السلوك المشين وتعميم ثقافة الجنس في شهر رمضان المبارك وكل عام والمسلمون بخير!!.

هكذا يتتابع «المشخصون» على شاشات التلفزيون، يقدمون التهنئة للمسلمين الذين غاب عنهم المفكرون والذين وحدهم يستحقون أن يهنؤون الأمة الإسلامية، وليس الذين لم يجدوا عملاً نافعاً فامتهنوا «التشخيص».