Al Jazirah NewsPaper Thursday  12/08/2010 G Issue 13832
الخميس 02 رمضان 1431   العدد  13832
 
باحات الزهور
معركة البلاك بيري.. معركة الثقافة الجديدة
سعيد الدحية الزهراني

 

هل من الممكن أن نختزل قضية إيقاف خدمة بلاك بيري مسنجر.. في أنها قضية تقنية تتقاطع مع مصالح أمنية فحسب.. أم أنها نُذر ثقافة جديدة تأخذ صفة «التمرد» والانطلاق نحو تشكيل ملامح هويتها ومسارها وفق مرتكزات جديدة وعوالم مختلفة ونطاقات حياة مغايرة للغاية؟؟!!

وقبل أن تُجيبوا.. اقرئوا عراب الصحافة الإلكترونية الدكتور فايز الشهري.. العزاء في كل ما هو كمبيوتري مباشر.. متأسين في ذلك بالإعلامي القدير عثمان العمير.. الذي ترحّم على صحافة الورق.. هذه التي أكتب عبرها بأحدث طرائق النشر الإلكتروني.. دون أن أستشعر رهبة الموت في جثة لا تزال بكامل نضارتها.. وفي موقف يبرهن على ذهنية العربي المتخمة بشتى أنواع المتناقضات.. ومع هذا فلله في مخلوقاته العربية شؤون!

وعوداً على إرهاصات الصوت الجديد كلياً.. الجيل الشبكي.. بذواته الافتراضية وواقعه الافتراضي وأكسجين الحياة فيه المتشكل من نبضات إلكترونية لا يعرف السكون.. أقول هل سنستوعب بكامل «طيبة العربي» أن هذا الجيل الشبكي لا يريد فقط سوى خدمة مسنجر عبر هاتف محمول..؟!! أم أنه يعبر عن صوت عميق في ذاته العميقة استجابة لأفق بعيد ينتمي إليه روحاً وفكراً واستعداداً كاملاً متكاملاً..؟!!

يقيناً يا سادة.. القضية قضية ثقافة جديدة.. تريد أن تعبّر عن كياناتها ووجودها.. وهي آخذة في التشكل والتكوين والتفعيل الحي عبر الفضاء الافتراضي.. في صورة فانتازية موغلة في التعقيد والمباشرة معاً.. المهم أنها تأتي على هذا النحو دون أن تستأذن أحداً.

اليوم يتجاوز العالم نطاقات كثيرة لا نزال نراها.. جديداً.. لم نكمل نحن مراسم استقباله والترحيب به.. فيما الآخرون كفّنوه منهين المنادب والمراثي.. ومتفرغين لاستقبال الجديد الذي هو في الأصل منتج محلي خالص.. وهنا عقدة الحكاية.. حين أدمنّا الانتظار دون التفكير ولو في مجرد التجريب والمحاولة.. الأدهى أننا في الإطار الأسرع نمواً وتطوراً وتحديثاً وهو تكنولوجيا الاتصال والإعلام.. وفي هذا يأتي «الموبايل» مرتكز البحث ومحور التطوير والتطويع الاتصالي والإعلامي الحالي..

يبقى التأكيد على أن القادم مثلما يوضحه القائم.. تقني اتصالي إعلامي صرف.. صفته تمردية.. ومزاجه متحرر متعدد.. فيما الغاية تشكيل ثقافة جديدة.. لها من الإيجابيات والويلات على مختلف المستويات - ذاتياً ونفسياً واجتماعياً وفكرياً - ما يجعلنا نرتمي بين أحضان النظر في تجاعيد الحياة على وجه مُسنّ وهو يغنّي للأرض للشمس وللمطر.. لنتساءل حينها: أيّنا عاش حياةً كاملة يا جدي؟!!

الأيام دول.. وكذلك الثقافة !!



aldihaya2004@hotmail.com

 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد