صمت عن هذا الموضوع دهراً ونطقت الآن رفضاً، كنت رافض من زمن بعيد منذ عرفت (مصطلح الأدب الإسلامي ) وكان ذلك في دراستي البكالوريوس في كلية اللغة العربية لم أكن أعرف سوى الأدب، الأدب فقط، ولم أكن أتوقع أن الأيديولوجيا تجد لها بيئة مناسبة في الصروح العلمية حيث البحث وحيث الحقيقة، طلب منا أحد الدكاترة المتحمسون للأدب الإسلامي ندوة كعمل من أعمال الفصل فتناولت الأدب الإسلامي وصرخت في وجه هذا المصطلح ما أمكني الصراخ فقام الدكتور بعد الندوة على خشبة الإلقاء وأثنى على ما قدمت وما بذلت من جهد يناسب عمري الدراسي معلقاً ب مع أن الأخ تركي نخالفه ولكنه قال رأيه بشجاعة وهذا يحسب له، في الحقيقة لم تكفي تلك الموضوعية من الدكتور وسعة الصدر أن أتهور وأنشر البحث أو أكتب مقالاً عن الأدب الإسلامي فبعض من لا يعرف الأدب الإسلامي سيظن أنني أتهم الإسلام وهذا من تداعيات كلمة إسلامي التي شظت المجتمع وأيضاً سأكون محل حذر وتحذير من شريحة واسعة ممن يعنون باللغة وأفانيين القول..!!
وأما المختص في الأدب لا أظنه سيضيق برأيي أبداً ومما فجر هذه الذكرى أنه وبعدما عدت لمقاعد الدراسة في ماجستير الأدب العربي دخل علينا أحد شيوخ الأدب ليدرسنا أدباً إسلامياً ويفرض علينا كتابه قال الأدب ينقسم إلى إسلامي ولا إسلامي وذمي، بهذه اللهجة وكأننا في محاضرة (فقه أو توحيد) ذمي ..!؟
محاضرة (التوحيد والفقه) أشرف من محاضرة الأدب بلا ريب ولكننا في محاضرة أدب..
يا للهول أدب ذميّ ويقولون من أين ينقسم المجتمع من أين تندلع حروب الكلام وسوء النوايا عندما يكون هناك أدب ذميّ فلا تسل عن الفوضى الفكرية والانشقاقات الأيديولوجية وهذا بطبيعة الحال غيض من فيض.
لم أقل شيئا إلى أن نجحت في مادة الأدب الإسلامي وكتبت ما يريده شيخ الأدب الوقور مع أن الأدب لا دخل له بالفقه والفقه لا دخل له بالأدب ما أسمج (الأدباء الفقهاء) ومن استعرض نكات الفقهاء وظرافتهم وقصائدهم المتماجنة في كتب التراث عرف ما ذا أعني.
أفٍّ لشهادة قربانها العقل
أفٍّ لشهادة قربانها تشظية المجتمع
أفٍّ لشهادة قربنها الحقيقة
إنها شهادة لا تشرفني ولا أعتز بها ومع التحية للأدباء الفقهاء..
t-alsh3@hotmail.com