سئل كثيرا عن سر اختياره لقبه الشعري الجميل (مسافر) رغم أنه أزهد الناس بالسفر؛ ففسره بسفره الأول من مدينته عنيزة إلى الرياض، ثم بمرافقة السفر الذهني لنا في حالي الظَعْن والمُكث على حد سواء، وقد بعث الشاعر الكبير أحمد صالح الصالح (مسافر) لصديقه مدير التحرير الدكتور إبراهيم التركي يسأله عن مقامه في أرض الله:
|
بأي أرضٍ تقيم الآن مرتحلا |
وكيف حالُك والأبنا وأمُهمو |
والشعرُ هل من جميلاتٍ تدللُه |
تُرضي غرورَ الملاح الغيدِ قافيةٌ |
في أي قافيةٍ تأتي أبا يزنٍ |
تبثٌ أجملَ ما في الغيد من خجلٍ |
وأي دارٍ قد استأثرتها نُزُلا |
وصيِبُ الفكر هل مازال مشتعلا |
وجئْن يستمطران الشاعر الغزلا |
تكاد من سحرها أن تُشعل القبلا |
مغردا بجلال الحسن محتفلا |
بأحرف تسحر الألبابَ والجملا |
فأجابه التركي «وكان لم يرتحل بعد»: |
أنا هنا يا صديقي أُوقظ المللا |
أغيبُ لا سلوةً عنكم ولا عملا |
أيامُنا مثلُ قبض الريح إن جمعتْ |
أُعدُ رَحْلي لأسفارٍ بلا هدفٍ |
أبا محمد قد جادتك قافيةٌ |
لاعذر لي غيرُ تسويفٍ وأمنية |
وأرتدي من ثيابِ الصيف ما ثقُلا |
أستغفرُ الحبَ أن يغدو لنا طللا |
وعت بنقصٍ وأخفت جل ما كمُلا |
كذا عرفنا الدُنى حلا ومرتحلا |
من الجَمال فما أبهاك مرتجِلا |
بأن ألاقي سماحًا يمسح الكسلا |
|