يرتبط مفهوم (الرأي العام) بمفهوم الاتجاهات، وهو موضوع هام جدا بالنسبة للناس الذين يحسبون الأمور بشكل طوباوي. الرأي العام يحترم، ويمتدح، ويذمّ... إلخ، ويتودّد إليه السياسيون ورجال الدولة والفلاسفة وعلماء الاجتماع وذلك لأنه مفهوم (حديث) نسبيا وأخذ في التبلور بصورة أفضل مع تكرّس الديمقراطية السياسية الآخذة بمبدأ المساواة بين الأفراد في الحقوق والواجبات والمنادية بأن السلطة مستمدة من الصالح والشعوب. وبالرغم من أن الاهتمام بالرأي العام كونه يرتبط ارتباطا وثيقا بتقدم ديمقراطية النظام السياسي في مجتمع ما، إلا أنه من الضروريّ مراعاة أن الرأي العام لا يقتصر على القضايا السياسية فقط، بل هو يتعدّاها ليشمل كافة النشاطات الاجتماعية. والرأي العام هو تعبير (الجماعة) أو المجموع أو الجماهير عن رأيهم وعن مشاعرهم وعن أفكارهم وعن معتقداتهم وعن اتجاهاتهم بالنسبة لقضايا تخصهم و(تهمهم) بل وتؤرقهم! فهو إذن الرأي الغالب وهو (القوّة) الحقيقية في المجتمع الإنساني. وهو الحكم الذي تصدره الجماهير على عملٍ أو قضية ما أو حادثة أو نشاط في المجالين الداخلي والخارجي أي أنه (التعبير عن وجهة نظر الجماعة) وعن اتجاهات الجمهور بعد توفر شرْطين هما: المناقشة والجدل بين الأفراد. ولكننا نلفت النظر هنا إلى أنه - الرأي العام - ليس رأي مجموعة الأفراد، لأن الفرد يحتفظ برأيه الخاص لنفسه ولكنه بصفته عضواً في جماعة يحتفظ برأيه لأن الرأي العام هو حصيلة تفاعل الآراء فهو إذن: القوة التي يسعى لها الجميع كل بنواياه وكل بما يعلن أو يبطن.
حائل