عاد صديق من رحلة خارجية مع بعض ذوي الأسماء بصدمة أذهلته؛ فلم ير غير مجموعة من «الشارعيين» -وهذه مفردة مهذبة معدلة لما وصفهم ووصفهن به-.
يجيء السؤال هنا عن قيمة (الثقافة - السلوك) في مقابل (الثقافة - الوجاهة)، ولنا أن نتصور المسافة بين ما يكتُبه أولاء وما يكبِتونه؛ وهل يكفي الاسم والرسم عن الموقف والممارسة، ولم لا يتصدى مؤتمر المثقفين الثاني المتوقع عقده قريبا (وهو غير مؤتمر الأدباء) لمناقشة سلوكيات الثقافة، ووضع معايير صارمة لأخلاقيات المثقف والمثقفة يلتزمان بها حين يتحدثان باسم المجموع؟
لن نتجاوز الصعيد الشخصي لأن الصعيد العملي الإداري ممتلئ بنماذج التعثر بحيث احتاجت وتحتاج المؤسسات الثقافية إلى سلطات أبوية من خارجها لحل مشكلاتها والتوفيق بين فرقائها، وانتخابات الأندية قادمة وستكون محكا حاسما في تقدير التغير الذي طرأ على سنوات الركود والتعيين والوساطات لحل المشكلات.