عدنا لأجواء الحرب الباردة وعادت واشنطن تنظر بعين الشك والريبة لصديقتها اللدودة روسيا، وبالمقابل ووفق أسلوب المعاملة بالمثل، أخذ الروس ينظرون إلى الأمريكيين بشك أكثر حتى أصبح لزاماً مراقبة محال «الهمبرجر» والأكشاك التي تبيع «الكولا».

أجواء الحرب الباردة عادت، وكشف الأمريكيون عن عشرة جواسيس روس يتجسسون على الأصدقاء الجدد أبناء العم سام، الذين اكتشفوا أن أصدقاءهم الجدد قد نثروا جواسيسهم بدلاً من أن يعززوا ثقتهم.

موسكو التي اعتبرت الأمر سوء ظن مبالغ فيه من الأمريكيين لم تمانع من استعادة جواسيسها العشرة مقابل الإفراج عن أربعة جواسيس يعملون لصالح الأمريكيين، في خطوة لا يراد بها فقط المقايضة، وإن كانت خارج المعادلات الرياضية، فعشرة تساوي أربعة في عملية تبادل الجواسيس، إلا أن العملية أبعد من ذلك، وليس الأربعة مساوين للعشرة فقط في الحسبة الروسية، إلا أنها تأكيد رد «الصفعة» للأمريكيين، فالتأكيد يقول: مثلما فضحنا الأمريكيون وادعوا أن لنا عشرة جواسيس يتجسسون في أمريكا، فإنهم أيضاً لهم جواسيس، وأن موسكو قد كشفتهم واعتقلتهم وألقت بهم في السجون، ولم تشأ أن تفضح الأمريكيين وتشهّر بجواسيسهم، ولكن وبعد الكشف عن جواسيس روسيا كان لا بد من صفقة مسكوفية، فجرت المقايضة (10=4) والهدف الإشهار بأن مثلما لدينا جواسيس في أمريكا، فإن لأمريكا جواسيس في روسيا.

لعبة ضمن ألعاب أو أنشطة الجاسوسية التي تعمل سواء في أجواء الحرب الباردة.. أو الحرب الساكنة.

***