الجزيرة - الرياض
أنهت مؤسسة التراث برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان، حصر 60 مسجداً في مختلف مناطق المملكة، ضمن برنامج وطني يعنى بالمساجد ذات الخصوصية التاريخية والعمرانية التي تعاني من التدهور ويتهددها الاندثار.
وأوضح الدكتور زاهر عبد الرحمن عثمان مدير عام مؤسسة التراث أن «البرنامج الوطني للعناية بالمساجد العتيقة» الذي أطلقته المؤسسة، يهدف إلى الاهتمام بالمساجد ذات الخصوصية العمرانية المحلية في مناطق المملكة المختلفة، وبشكل خاص التي تحتاج إلى تأهيل وإعادة إعمار، على اعتبار أن هذه المساجد من أبرز المعالم التراثية في المملكة فضلاً عن وظيفتها الأساسية المتمثلة كونها دوراً للعبادة والتربية والثقافة.
وبيّن أن البرنامج الذي تنفذه المؤسسة تحت إشراف وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، شمل في مرحلته الأولى، حصر أكثر من 60 مسجداً من المساجد العتيقة ذات القيمة التاريخية التي تعاني من التدهور في هياكلها وبنيتها العمرانية في مختلف مناطق المملكة، ومن ثم إعداد الدراسات العلمية والتوثيقية الوافية لهذه المساجد، ليتم على ضوئها تحديد الأسلوب الأمثل لإعادة ترميمها وفق المعايير العالمية للمحافظة على طابعها التاريخي والعمراني القديم.
وأضاف مدير عام مؤسسة التراث، أن المرحلة الثانية من البرنامج، شهدت ترميم مجموعة مختارة من هذه المساجد في مواقع متفرقة من المملكة، تحمل جميعها أهمية تاريخية كبرى ومعالم عمرانية تراثية مميزة، من بينها: مسجد (البيعة) في مكة المكرمة، ومساجد: (المصلى - الغمامة، وأبي بكر الصديق، وعمر بن الخطاب) في المدينة المنورة.، ومسجد (الظويهرة) في الدرعية، ومسجد (العوشزة) بالغاط، ومساجد (الشافعي والمعمار) في جدة، ومساجد: (الحسن، والعقير، وجواثى، والتهيمية الأول والثاني، وحمد المجدل، والجبري) في المنطقة الشرقية.
وأشار الدكتور زاهر إلى أن البرنامج حظي بدعم ومساندة من قيادة المملكة الحكيمة، وبمساهمة العديد من مؤسسات البلاد العامة والخاصة ومواطنيها الذين ساهموا بتحمل تكاليف الدراسات والترميم وإعادة التأهيل لعدد من بيوت الله، على اعتبارها أحد عناصر التراث الوطني التي تزخر بها مدن ومناطق المملكة المختلفة، والتي لا يعد العناية بها والمحافظة عليها، ضرورة وطنية فقط، بل يتعدى ذلك إلى الأبعاد الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والبيئية، والأثر الإيجابي الذي يمتد تأثيره إلى الأجيال المقبلة.
ونوه إلى أن هذا البرنامج انطلق من حرص، صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس مؤسسة التراث، وعنايته بالتراث الوطني والمحافظة عليه، وإيمانه بأهمية إعمار المساجد والحفاظ على خصوصيتها التاريخية والدينية في مختلف مدن المملكة وقراها، مشيراً إلى أن العديد من المساجد التاريخية ذات الطابع العمراني المميز التي أنهت المؤسسة إعداد دراساتها التوثيقية، تختزن ذاكرة تمتد إلى عدة قرون، وتحتاج إلى عناية فائقة وإنقاذ سريع عبر إعادة ترميمها قبل أن تنهار وتصبح أثرًا بعد عين، وهو الأمر الذي يمثل خسارة فادحة للتراث الوطني للمملكة.