الأحداث الكبيرة تكشف عن مآسي مؤلمة، وأيضاً عن مآثر عديدة.
وأمطار الرياض التي هطلت بكثافة يوم الاثنين كشفت عن مآثر وتضحيات الشباب والمواطنين والأعمال التي أدوها، والتي تصل إلى حد البطولة، وهي صور تكرر ما شهدته مدينة جدة أثناء مأساة سيول جدة، مثل إنقاذ الشباب السعودي فتيان وفتيات العديد من الأسر والمحتاجين، وكتب الله لهم على أيدي هؤلاء النجاة من الغرق في السيول.
فمثلما قدَّم شباب جدة بطولات ومآثر تستحق التسجيل والإشادة بها ضرب شباب الرياض يوم الاثنين صوراً بطولية ومواقف تستحق أن تضاف إلى بطولات شباب جدة.
شاب ضحى وبذل جهوداً مضنية لإنقاذ أسرة سعودية كانت تحاصرها السيول وهي داخل سيارة العائلة، كما قام العديد من الشباب بحمل سيارات وهي تقل الأسر، كما خاض العديد منهم السيول وقاموا بتنظيم السير وساعدوا رجال المرور، والبعض حمل المتضررين.. المهم أنهم قدموا كل صور النخوة والشجاعة، وهو ما يؤكد الانطباع العام بأن الشباب السعودي إذا ما أُتيحت له الفرصة وطُلب منه التضحية لخدمة المجتمع لا يتردد ولا يتوانى في تقديم أفضل الخدمات، وحسناً فعل الدفاع المدني بفتح باب التطوع.
أحداث أمطار سيول جدة وأمطار الرياض لا تتطلب فقط فتح باب التطوع، بل أيضاً تفعيل الخدمات الاجتماعية، وأهمية تفعيل وتنظيم دورات للمتطوعين على مدار العام في جميع مدن المملكة ومناطقها وفي المجالات الإسعافية والإنقاذية كافة. فقد طفت يوم الاثنين المبادرات الشجاعة والنخوة والاندفاع، التي كانت ستحقق نتائج أفضل، إضافة إلى ما حققته، لو أن هؤلاء الشباب الشجعان قد تلقوا دورات تدريبية ولديهم إلمام بالقيام بعمليات الإنقاذ والإسعاف، وهذا ما يجعلنا نطالب بأن تقوم هيئة الهلال الأحمر السعودي هي الأخرى بفتح باب التطوع للشباب السعودي، وتنظم دورات إسعافية وإنقاذية بالتعاون والتنسيق مع الدفاع المدني ومع الجهات التي تؤدي مثل هذه الأعمال؛ لتطوير وتفعيل استعداد الشباب السعودي الذي ما فتئ في كل مناسبة يؤكد نخوته وشجاعته.
****