بريدة - بندر الرشودي
استعرض الدكتور جاسر الحربش المدير التنفيذي لجهاز السياحة في القصيم خلال حفل تدشين المعرض الزراعي بحضور الأمير فيصل بن بندر أمير منطقة القصيم والأمير الدكتور فيصل بن مشعل نائب أمير منطقة القصيم ومجموعة من المزارعين الفرص المتاحة في السياحة الزراعية مشيرا أن هذه النوعية من الاستثمارات هي مفهوم جديد في السعودية وتعد رافدا اقتصاديا جديدا سيسهم في تحقيق تنمية اقتصادية وسياحية.
وقال الحربش أقدر ماقاله المهندس محمد الشيحة وكيل وزارة الزراعة لشؤون الزراعة وهذا يدل على فهم جيد ودقيق يساعدنا نحن في الهيئة العامة للسياحة والآثار على تبني المبادرة الجديدة في السياحة الزراعية والريفية مثل ما حدث في عدة دول وهذا مبني على دراسات وحقائق كثيرة وهناك العديد من المحاور من الممكن استغلالها لجعل هذه المشاريع تنموية اقتصادية ناجحة فالسياحة الزراعية لها عدة تعريفات ويستخدم أحيانا السياحة الريفية وهي التي يقصد فيها السائح بالمزرعة للاستمتاع عبر العديد من الأنشطة التي تقام على أرض المزرعة كممارسة الزراعة أو أي نشاط زراعي آخر وتشمل السكن لمدة قصيرة وربما في بعض الأحيان لا تشمل السكن مع المعيشة وهذه ممارسة معروفة على مستوى العالم منذ سنوات طويلة والبيئات الزراعية في السعودية قابلة لمثل هذه النوعية من الاستثمارات والقصيم ستكون من أول المناطق التي ستطلق مثل هذه النوعيات من السياحة وستحقق نجاح بإذن الله في تجسيد رؤية المشروع وهي أن تكون مزارع القصيم منتجة سياحيا كما أنها كانت ولا زالت منتجة زراعيا، وهذه المزارع من الممكن أن تضاف لها بعد اقتصادي آخر يحقق عوائد مالية لهذه المزارع من النشاط السياحي.
وأضاف الدكتور جاسر الحربش قائلاً: لدينا ثلاثة أسباب رئيسية لجعل السياحة الزراعية والريفية محور رئيسي في التنمية السياحية في منطقة القصيم فالسبب الأول أنها من أهم مناطق المملكة في الجانب الزراعي ومن أهمها احتضان أكبر سوق تمور في المنطقة من حيث عدد الزوار وحجم المبيعات بناء على إحصائيات رسمية تقوم بها الهيئة العامة للسياحة والآثار مع جهات أخرى.
كما أن البنية التحتية لمنطقة القصيم والتي تميزها بشكل واضح معظم المزراع التي نستهدفها في مجال السياحة الزراعية والريفية فيها شبكة طرق تصل إليها وكذلك شبكات المياه والهاتف والكهرباء وكل الخدمات التي تعد الحد الأدنى لمشروع سياحي موجودة ومتوفرة.
وحول عناصر السياحة الريفية والزراعية أكد أن هناك عدة عناصر على رأسها الضيافة والسكن وهذا غالبا يبحث عنه السائح ودوما الناس تبحث عن التغيير فالزائر يبحث عن بعد جديد في السكن والضيافة بعيدا عن الشقق المفروشة والفنادق فالسكن داخل المزرعة يحقق هذا التغيير وهي فرصة للمستثمرين في الاستفادة من هذه المشاريع الجديدة فيما يتمثل العنصر الثاني في الأنشطة الرياضية ولها ترتيب معين داخل المزارع، فيما يركز العنصر الثالث على الترفيه الزراعي وله أيضا عناصره المعروفة وكذلك بيع المنتجات خارج المزرعة وعادة الوحدات السكنية في مثل هذه المشاريع لا تتجاوز 30 وحدة نتحدث عن مشاريع صغيرة فالمزرعة بمفهوم السياحة الزراعية يجب أن تبقى مزرعة والسكن وتجهيز الإيواء فيها على نطاق صغير لا يؤثر على مساحة المزرعة.
وكشف الدكتور جاسر الحربش عن قرب انتهاء أول ترخيص إقامة نشاط سياحي داخل مزرعة في منطقة القصيم.
هناك تحديات ومفهوم السياحة الزراعية والريفية سيواجه تحديات كثيرة على رأسها التراخيص، نحن نتحدث عن استخدام غير الاستخدام المألوف للمزرعة وهذا الأمر يرتبط بوزراة الزراعة وكذلك الجهات في وزارة الشؤون البلدية والقروية وكذلك الجهات الأمنية ذات العلاقة في المنطقة وخارج المنطقة لضمان بدء المشروع بشكل جيد وضمان الالتزام بالمعايير المعروفة وكذلك القابلية من المزارع وهذه من الأمور التي نعول عليها كثيرا في البدء بمثل هذه الاستثمارات وبعض المزارعين قد لا يقبل. وهل المزراع سيقوم بتشغيل المشروع أو سيتفق مع مستثمر؟ هناك العديد من الأسئلة التي من المفترض الإجابة عليها بشكل واضح.
وهناك هدف رئيسي في مشاريع استثمار المزارع سياحيا هو أن يستفيد المزارع البسيط من نشاطات أخرى غير المنتجات الزراعية التي تنتجها المزرعة.
وأضاف أن التحدي الثالث هو التسويق وقد ننتج مشاريع جيدة وناجحة بالفكرة ونكون ضعيفين في تسويقها وهذه من التحديات المهمة التي يجب أن نتعامل معها، وهناك دعم فني تقدمه الهيئة لأي مشروع زراعي في هذا الجانب من ناحية تبني التصاميم والاستفادة من تجارب مشابهة في العديد من الدول، وكذلك تقديم التمويل، ولدى الهيئة تجربة ناجحة مع بنك التسليف والاستثمار ولدينا مبادرات من قبل الجهات ذات العلاقة في المنطقة للتصاريح لمثل هذه المشاريع، وكذلك وجود الرؤية لمشاريع السياحة الزراعية انطلقت من مجلس التنمية السياحي في المنطقة برئاسة الأمير فيصل بن بندر أمير منطقة القصيم.
