يكمن الخطر الحقيقي الذي يهدد أمن المجتمعات في غياب المعلومات على كافة المستويات، وأظن أن ما حدث في الرياض أمس الأول يندرج تحت هذا، فقد علق البعض في الطرقات والأنفاق جراء غياب المعلومة المسبقة، وعلى الرغم من التطور التقني المذهل في علم الطقس والفلك إلا أننا ما زلنا دون المتوقع في أدائنا في الإعلان والاستعداد للكوارث والأزمات الجوية التي يمكن أن تكون خسائرها وإزعاجاتها أقل بكثير مما يحدث حالياً.
الدفاع المدني ظل يكرر أثناء الأزمة وبعد حدوثها أن على المواطن أن يأخذ الحيطة والحذر، والحقيقة أن الناس كانوا يتجاوبون بفعالية مع هذه التحذيرات وهم عالقون في الشوارع ويرددون «ماذا نفعل، نطير يعني؟؟».
ولا يلام هؤلاء وقد علقوا لساعات طويلة امتد بعضها إلى ما يزيد على أربع ساعات، ولنا أن نتصور أن بعض العالقين في الزحام هم من المرضى والأطفال مما أدى إلى تفاقم المشكلة.
الذي خفف من حدة هذه الأزمة هي تلك النافذة الإعلامية الواقعية التي فتحتها قناة الإخبارية عبر بث مباشر قدم معلومات وصور ومشاهد حية من شوارع الرياض وحال المدينة والمواطنين في العاصفة الممطرة.
كما أن الالتقاء بشهود عيان كان أمرا مثمرا وأسهم في منح المواطن فرصة كي يعبر عن آرائه وشكواه واقتراحاته وانتقاداته ولومه وعتابه، لأن المواطن هو الثقل والعصب في منظومة التطوير والإصلاح، التي يؤكد عليها خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله.
تمنيت فعلا لو أن الدفاع المدني يمتلك الجرأة في نقل ما يرصده رادار هيئة الأرصاد. للمواطنين بحيث يتمكنوا فعليا من أخذ الحيطة والحذر دون أن تأمرهم النفس الأمارة بالسوء باحتذاء نهج جدهم عباس بن فرناس!!