قبل الدخول في هذا الموضوع، لا بدَّ أن نسجل بالعرفان والإجلال ما قد سجله التاريخ من دور للملك سعود - رحمه الله - الذي نفَّذ أوامر الملك المؤسس عبدالعزيز - رحمه الله - بأن تكون الرياض عاصمة يشار إليها بالبنان بين المدن،
وقد خدمها الملوك الذين حكموا البلاد والأمراء الذين تعاقبوا على إمارتها إلى أن تولاها الأمير سلمان بن عبدالعزيز وسمو نائبه الأمير سطام بن عبدالعزيز حتى أصبحت شامخة وأصبح لها عدد من المرافق الخدمية العديدة.
وغرفة تجارة الرياض من أهم هذه المرافق منذ نشأتها، وهي تعمل على كل الأصعدة الوطنية لخدمة الوطن عامة ومدينتها الرياض خاصة وفي جميع المجالات المتعددة، تعمل على دعم الأسواق وتسهيل إنسيابية العمل التجاري في عاصمتنا الحبيبة، وهي تعنى بالتجارة العينية، وتقف معها في كل الأحوال. ورجالها الذين على سدتها الآن والذين سبقوهم قد بذلوا من الجهود ما يُشكرون عليه في سبيل تقريب هذه المؤسسة الوطنية «الغرفة» إلى كل مواطن ومقيم، ليستطيع أن يعيش في هذه البلاد وهو في غاية الراحة والتمتع بالعيش المريح. والجميع يتذكرون أولئك الذين أسسوا أو ساهموا في قيام هذا الصرح المهم حتى أصبح حقيقة قائمة مشرفة، وفي مقدمتهم الشيخ عبدالعزيز بن سليمان المقيرن - رحمه الله - وهو أول رئيس لهذه الغرفة، وقد بذل هو ومن معه جهوداً مضنية حتى قامت الغرفة، وهم: الشيخ صالح الحميدان والشيخ عبدالعزيز بن ناصر والشيخ عبدالمحسن السويلم والأستاذ صالح الطعيمي والأستاذ محمد الفريح ومحمد بن جبر وسليمان العليان والأستاذ إبراهيم الطوق وعبدالرحمن الجريسي والأستاذ علي الريس وغيرهم، كانوا مجموعة من الرواد الذين مروا في سماء هذه الغرفة وتركوها وهي في أحسن أحوالها.
هذه مقدمة لا بد منها، ولكن علينا أن نتحدث ونثني على الإيجابيات ونشير إلى السلبيات بكل أخوة تسبق كلماتنا، لأننا جميعاً ندرك حسن النيّة لدى الجميع، وهناك عدد من التمنيات والملاحظات على الغرفة وعملها اليومي ومقرها الحالي الذي لا يفي بكل متطلبات غرفة بهذا الحجم لمدينة كبيرة مثل الرياض تضم خمسة ملايين نسمة تقريباً، وقد علمت أن هنالك عدداً من الفروع للغرفة مصغرة منتشرة في أنحاء الرياض تخفف الضغط على المقر الرئيس، وأعلم أن إدراك الأمين العام الأخ حسين العذل وكذلك نائبه الأخ حمد الحميدان وكذلك المدير العام الأخ عبدالله التميمي لما تحتاجه الغرفة هو الذي يطمئن الخاطر، وذلك بالعمل على تنظيم العمل في الغرفة الحالية بشكل أكثر مما هو عليه الآن ليعطي راحة للمواطن وإنجازاً للعمل بدلاً من هذا الزحام الذي لا يُطاق في أوقات المواسم والتسجيلات التجارية التي لا بد منها أو المواسم الأخرى، كما حصل في موسم الانتخابات التي كانت مقدماتها قد اتضحت رغم الدعوة إلى التجديد الذي هو مطلب الجميع حتى من الذين حالفهم الحظ وعادوا إلى صفوف العمل في هذا الصرح الحضاري المهم بعد أن أكدوا إتاحتهم الفرصة للدماء الجديدة.
وعودة إلى ما أريد من هذا الموضوع، وهو تكريم رموز هذه المدينة الرياض ومسؤولية غرفتها العتيدة عن ذلك، فهناك عدد كبير من الأسماء ولكن قبل كل شيء لا بد أن تكرم الغرفة علماءنا الكبار مثل سماحة الشيخ محمد إبراهيم آل الشيخ، والشيخ عبدالله بن حميد، والشيخ عبدالعزيز بن باز، والشيخ عبداللطيف إبراهيم آل الشيخ، والشيخ محمد بن جبير رئيس مجلس الشورى - رحمه الله - والشيخ محمد بن عثيمين، والشيخ حمد بن فارس وزير الإمام عبدالرحمن وعالم معروف، والشيخ صالح محمد اللحيدان.
لكن ما دمنا نتحدث عن عمل ومهام هذه الغرفة التي نشأت من ضعف وكانت تدار من شقة صغيرة في شارع الثميري إلى أن أصبحت اليوم بفضل الله ثم أولئك الرواد ومؤازرة دائمة من المسؤولين في هذه الدولة بهذه المكانة المرموقة، لذا يجدر بنا أن نقترح على الإخوة في الغرفة وعلى المسؤولين في وزارة التجارة أن تسعى هذه الغرفة لتكريم عدد من الرواد الذين أسسوا هذه الغرفة ثم العمل التجاري الحضاري في هذه المنطقة الغالية من بلادنا العزيزة. وسوف أذكر بعض الأسماء لعدد من الشخصيات ممن يستحقون مثل هذا التكريم في حفل مهيب يقام على شرفهم أو من يمثلهم، وإذا غاب عني أحد من تلك الأسماء فهو بلا شك عن غير قصد، وأنا واثق أن لدى الغرفة قائمة ممن سبق تكريمهم وممن أسدى خدمة لوطنه وعاصمته الرياض، ونتذكر مهرجان الجنادرية ومهرجان أم رقيبة للإبل ومن يحضرني من الأسماء هو من ساعد العمل التجاري والحضاري ودعمه، ومنهم: معالي الشيخ عبدالله السليمان ومعالي الشيخ محمد سرور الصبان ومعالي الشيخ عبدالله بن عدوان وسمو الأمير طلال بن عبدالعزيز وسمو الأمير نواف بن عبدالعزيز وسمو الأمير مساعد بن عبدالرحمن ومعالي الشيخ محمد أبا الخيل ومعالي الدكتور سليمان السليم، وهؤلاء وزراء المالية والاقتصاد الوطني، ثم شخصيات عديدة محسوبة على مدينة الرياض مثلاً هناك شاعر الملك عبدالعزيز، عبدالله بن عثيمين من أهل الخرج، وقد حقق ديوانه الشيخ سعد بن رويشد، ولا ننسى الرحالة الشيخ محمد العبودي والشاعر حمد الحجي الذي ألقى قصيدة في افتتاح جامعة الملك سعود سنة 1377هـ، ثم هناك معالي الأستاذ عابد شيخ ومعالي الأستاذ محمد العوضي ومعالي الأستاذ علي رضا، وهؤلاء ممن أتذكر من وزراء التجارة ومن الرواد الذين أسسوا وعملوا بكل إخلاص لهذا العمل التجاري. وهناك رواد عملوا من أجل هذا الوطن عامة مثل سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز الذي أرسى دعائم الأمن في هذه البلاد وسمو الأمير أحمد بن عبدالعزيز والأمير محمد بن نايف، وسمو الأمير عبدالله الفيصل الذي أسس العمل الرياضي في البلاد، وسمو الأمير عبدالله الفيصل الفرحان الذي أسس الحرس الوطني، وسمو الأمير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز الذي أسس من خلال رعاية الشباب للعمل الثقافي والشبابي، وسمو الأمير سعود الفيصل كعميد للدبلوماسية العربية كأقدم وزير للخارجية، وسمو الأمير عبدالعزيز بن محمد بن عياف وكيل الحرس الوطني، وكذلك معالي الشيخ محمد بن صالح بن شلهوب والشيخ فهد بن كريدس والشيخ عبدالرحمن الطبيشي والشيخ عبدالله بن ناصر بن عمار وهؤلاء وزراء للخاصة الملكية، ثم هناك نخبة ممن خدموا بلادهم كرجال أعمال مثل سمو الأمير الوليد بن طلال والشيخ سليمان المقيرن والشيخ محمد الصانع والشيخ عبدالرحمن القصيبي والشيخ حسن شربتلي والشيخ إبراهيم السبيعي والشيخ محمد بن عبدالله الجميح والشيخ عبدالعزيز الموسى والشيخ سعد بن حيان والشيخ محمد بن ناصر الجمباز والشيخ حمد بن محمد السعيدان والشيخ عبدالله بن إبراهيم الراشد والشيخ سعد بن سعيد والشيخ محمد الحكير. وهناك رؤساء بلدية الرياض السابقون مثل سمو الأمير فهد الفيصل والأمير عبدالعزيز بن ثنيان ومحمد أخضر وعبدالله بن ناصر بن عمار. ثم هناك أوائل من رجال الأعمال مثل الشيخ صالح الراجحي وأخيه سليمان الراجحي والأستاذ عبدالله محمد الشدي والثلاثة الأخيرون استثمروا مئات الملايين في مجال الزراعة الواسعة، والشيخ محمد بن سيار والشيخ محمد الخريف وأخيه عبدالله بن إبراهيم الخريف والشيخ عبدالعزيز بن سليم، هؤلاء أصحاب أقدمية في العمل التجاري بكل تفرعاته ممن أثروا بلدهم بأعمال متنوعة. وهناك شخصيات فكرية وعملية في وقت متقدم أخلصوا لوطنهم مثل معالي الشيخ عبدالعزيز بن عبدالمحسن التويجري والأستاذ محمد البليهد والشيخ حمد الجاسر والشيخ عبدالله بن محمد الخميس والأستاذ عبدالكريم بن جهيمان من الكتاب والرواد. ثم هناك نخبة أخرى من رجال الأعمال عملت في شتّى أنواع الأعمال واسهموا في بناء هذه المدينة المزدهرة.