Al Jazirah NewsPaper Wednesday  05/05/2010 G Issue 13733
الاربعاء 21 جمادى الأول 1431   العدد  13733
 
أضواء
أمطار الرياض
جاسر الجاسر

 

في البدء لا بد من التنويه بالعمل الجماعي والفردي للدفاع المدني ولمرور الرياض ولأمانة الرياض وإدارة الطرق بوزارة النقل وأقسام الطوارئ في مستشفيات العاصمة التي تعاملت جميعاً بتفانٍ وبشعور بالمسؤولية أثناء تعرض منطقة الرياض وبالذات المدينة إلى موجة الأمطار الكثيفة.

عمل جماعي جيد من خلال إدارة للطوارئ والأزمات. وقد ظهرت - وإلى حد ما - فائدة التنسيق والاستعداد المسبق. وفعلاً تم احتواء الأزمة، إلا أن الأمر يجب ألا يمر مرور الكرام. فعلاً تم التعامل بروح المسؤولية وروح الفريق الواحد، والفضل لله ثم للذي أدار هذا العمل الجبار. كما ولمرة ثانية، يجب أن ننوه بجهود مرور الرياض الذين استطاعوا أن ينظموا السير على الرغم من التجاوزات وعدم انضباط السائقين، سواء لعدم «ثقافتهم في التعامل مع الأمطار» أو لعدم تعودهم على النظام، فارتكبوا أعمالاً أضافت أعباء أخرى لرجال المرور، ومع هذا وصل الجميع إلى منازلهم وإلى أماكن أعمالهم سالمين وبخسائر لا تُذكر.

أيضاً لا يمكن أن نغفل جهود الدفاع المدني الذين ساعدوا كثيراً من المحتجزين رغم ندرتهم، إلا أن الدفاع المدني أثبت جاهزيته وقدرته الفائقة على التعامل مع مثل هذه الحالات. كما يجب ألاَّ نغفل نخوة وشجاعة الشباب السعودي الذين اندفعوا لإنقاذ المتضررين.

كل الذين تعاملوا مع موجة الأمطار بما تمليه عليهم واجباتهم وأكثر، وهذا هو المأمول من وراء وجود مثل هذه الأجهزة والمؤسسات. ولكن كيف سيتم التعامل مع المقصرين، والذين كشفتهم الأمطار، مثل ما فضحت أمطار جدة «فرقة الفاسدين» هناك.

الحمد لله، لا تصل نسبة الفساد هنا إلى مثل ما أظهرته أمطار جدة، إلا أن هناك قصوراً فاضحاً لا يمكن السكوت عليه، وقد كشفته تجمعات الأمطار التي كادت مياهها أن تدخل إلى منازل المواطنين وخصوصاً في حي المرسلات، لولا لطف الله أولاً ثم همة الدفاع المدني وفرق البلدية التابعة لأمانة الرياض.

هناك أيضاً تعطيل في تصريف المياه في مخارج الطريق الشرقي والشمالي. وهذا التعطيل يتكرر مع كل سقوط كثيف للأمطار، وهو ما يتطلب معالجة لهذا الأمر ومحاسبة من يتسببون في مثل هذه المشكلات. كما يجب مراجعة أسباب ما حصل في بعض الأنفاق ومحاسبة المتسببين، فالسكوت على الأخطاء حتى وإن اعتبرت صغيرة هو الذي يقودنا إلى المآسي.



jaser@al-jazirah.com.sa

 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد