تمكنت بعد جهد جهيد لا يعلم به إلا الله.. أن أعوّد نفسي على عدم تناول طعام العشاء بأي حال من الأحوال.. حتى أصبحت أعتذر عن المناسبات العامة التي تحتوي على وجبة عشاء وعادة تكون دسمة.. فلحم الخراف غني بالشحوم مهما حاولت تجنبها.. والأرز مشبع بالدهون الحيوانية القاتلة.. فلذا أعتذر عن تلك المناسبة بإدعاءات شتى.. وغالباً ما يقتنعون إذا أرسلت أحد أبنائي بدلاً عني.
وليلة الخميس الماضية.. اضطررت لتلبية دعوة زفاف في أحد قصور الأفراح بجدة لروابط النسب والصداقة الحميمة مع والد العروس.. وقررت عدم تناول أي طعام.. وإذا اضطررت سوف أمثل بالأكل دون أكل.. ولكن حينما وضع العشاء (وزوزت عصافير بطني) ولم أستطع مقاومة رائحة العشاء شاركت في التهام اللحوم والشحوم والأرز المشبع بالدهن الحيواني الذي لم يعد ينفعنا مع المدنية الحاضرة.. فجدي وأبي كانا راعيي غنم في (طفولتهما المتأخرة) قبل أن يتعلما ويصبحا موظفين مهمين في وزارة المالية بمنطقة عسير.. فكان تأسيسهما الصحي مثمراً لآخر أيام عمريهما حيث كانا ينعمان بصحة جيدة - عليهما رحمة الله تعالى.
بالعودة إلى حفل الزفاف... فقد انتهى في الواحدة والنصف وقلت لمن يرافقني.. إنني أشعر بعقدة الذنب.. وأرجو مرافقتي إلى مضمار المشي الذي أنشأه معالي أمين جدة السابق والسفير الحالي المهندس عبدالله المعلمي.. في أزهى صورة وفي أجمل حال.. ولكنني صدمت مما آل إليه حال ذلك المضمار.
إخواني وأخواتي القراء لو رأيتم الوضع في ذلك المضمار وما يحيط به لرأيتم العجب العجاب.. فالأطفال الأفارقة قد ملؤوا جوانب المضمار بسلوكياتهم المقززة.. وعوائل غير سعودية استحلت جانبي المضمار يوقدون الأخشاب لطهي عشائهم.. ونحن المتريضون نستنشق الغازات الناتجة عن الانحلال الحراري مما يزود رئاتنا بتلك السموم المنبعثة من عملية الاحتراق.. إضافة إلى النفايات المبعثرة التي تنبعث منها روائح منتنة على جانبي مضمار المشي.. وفي هذه الأجواء الخانقة هناك أيضاً شباب يلعبون الكرة داخل مضمار المشي نفسه.. وسيارات تقطع المضمار روحة وجيئة لتكمل باقي التلوث بنشرها لأول أكسيد الكربون السام.
فيا أمانة مدينة جدة.. تعلمون أن الفساد والتلوث قد أصاب هذه المدينة أرضاً وسماءً وماءً وبحراً وموظفين ومضماراَ.. ولم يبق لنا من أمل غير أن نمشي في مضمار نظيف وحضاري محاط بالزهور والأعشاب والنباتات.. فبعد أن كان حضارياً أصبح فاسداً حاله ككل أحوال هذه المدينة الملوثة.
نأمل منكم عمل سياج حديدي حول الحديقة التي يوجد بها المضمار.. يحد من انتشار أولئك الأفارقة والمتطفلين.. وأغلقوا ممرات السيارات التي تتخلل المضمار.. وضعوا فرقاً دائمة للمحافظة والنظافة أولاً بأول.. ونسقوا مع الشرطة بوضع نقطة تحكم في هذا الممشى الوحيد والمتبقي لمن أراد التريض والتنفس الصحيح.. فحتى الهواء النقي حرمنا منه في هذه المدينة.. فهل أنتم فاعلون؟!! نأمل ذلك.
نبضات !!
قرأت في الزميلة (الرياض) مقابلة للاعب النصر محمد عيد وهو لا يعرف سبباً لانتقاله من الأهلي إلى النصر.. وذكر أن هناك عدم اهتمام إداري في النادي الأهلي بمعناه الحقيقي.. وهو ما قد أكده عدد من اللاعبين الحاليين والمنتقلين والمعتزلين منذ سنوات، مما يعني أن الخلل موجود فعلاً.. فاللاعبون لا يقصدون عدم وجود إدارة كرة.. بل عدم وجود دعم إداري وشرفي كبير ومتعدد مثل بقية الأندية الكبيرة.. وبقي الانفتاح على جميع أعضاء الشرف - كما وعدنا هنا في (الجزيرة) - يعطي الأمل بحل هذه المشكلة المزمنة!!
استقالة الأستاذ عبدالعزيز العنقري أعتبرها خسارة فعلية للأهلي.. فأبو محمد حاول جاداً النهوض بالنادي وكان كله طموح وأمل مشرق في مستقبل واعد.. ولكن افتقاده للصلاحيات وأد قدراته ومواهبه.. وإذا حقق الفريق إنجازاً فيذهب لغيره... وإذا أخفق الفريق وهو معتاد على الإخفاق وضعوا كل ذلك الإخفاق على رأسه هو وزميله الأمير فهد بن خالد.. لذا أحيي فيك روح العطاء والجهود الكبيرة التي بذلتها ولم تكلل بالنجاح.. فهناك آلاف الأهلاويين مقدرون لوضعك والظروف التي عملت تحتها.. وبيض الله وجهك يا أبا محمد والله يوفقك في قادم حياتك.. والشكر والتقدير والعرفان موصول إلى سمو الأمير فهد بن خالد وللأستاذ غرم الله العمري الذي اضطر يوماً إلى تبديد ثروة العمر على الفريق!!
يقال ستقام انتخابات جديدة لانتخاب مجلس الإدارة وهذا أمر جيد رغم معرفتي الشخصية بصورية تلك الانتخابات.. وهي مثلها مثل الانتخابات العربية التي يفوز بها الرؤساء بنسبة 99.999%.. ورغم أن الانتخابات يجب أن تتم من خلال الجمعية العمومية وليس من خلال مجلس أعضاء الشرف كالمرة السابقة.. وسواء فعلت بأي طريقة فالفائز هو سمو الأمير فهد بن خالد.. وأبو سعود كفء للمهمة.. ولا داعي لانتخابات وضحك على الذقون ونحن في الألفية الثالثة!!
نبارك للأهلاويين حصول الناشئين على بطولة الدوري.. وعسى ثقافة الفوز والبطولات تستمر معهم حتى وصولهم للفريق الأول بإذن الله!!
الدكتور عبدالعزيز الغامدي قرأت تعليقك وأشكر لك ثقتك.. وثق بالله بأني شخصياً ضحيت بأمور كثيرة - ولست نادماً عليها - ولكن لكي أكون صادقاً مع نفسي ومع القراء ومع الوضع المزري الذي وصل به الحال.. ولا أكون إمعة وأربأ بنفسي أن أكون إمعة بأي حال من الأحوال!!.
رحم الله الفقيد!!
بمزيد من الأسى والحزن والألم.. والرضا بما قدر الله وحتم.. أتقدم بأحر التعازي لأخي الصديق الغالي والعزيز على نفسي الأستاذ عبدالله آل الشيخ الرياضي الكبير.. ولأخي الأستاذ طلال آل الشيخ مدير تحرير الزميلة الحياة والرياضي المعروف.
فاللهم يا حنَّان يا منَّان، اغفر لوالدنا الشيخ حسن وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نزله واجزه عن الإحسان إحساناً، وبالسيئات عفواً وغفرانا.. أحسن الله عزاكم.. وجبر مصيبتكم وجعلكم من الصابرين الشاكرين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}..
salehreda@hotmail.com