في الوقت الذي تشدد فيه دول العالم جميعاً على أهمية قطع دابر المخدرات واستئصالها من جسد المجتمعات، وفي الوقت الذي تحقق فيه السلطات السعودية انتصارات ضاربة (ظهر) مروجيها ومستخدميها والداعمين لها والتحذير من تحولها إلى وسيلة رئيسية لتغذية الإرهاب، خرج علينا البرنامج الكوميدي السعودي (كوميدو) بلقطات خادشة لكل ما سبق بطريقة (هزلية) مقززة تظهر رجل أمن (سعودي) يسأل الطرف الآخر من الهاتف إن كان لديه (حشيش)، وهذا السؤال الموجه من رجل الأمن (المفترض) ليس على سبيل التحقيق بل للحاجة كما يبدو من الإعلانات التي عرضتها قناة mbc للإعلان عن البرنامج.نحن نقول إن الدراما (نسق) مع حالة المجتمع وإذا جاءت ضد تياره باتت شاذة مرفوضة ويطالب بإيقافها وإبعادها عنه، فهي بالنسبة للمجتمع صوته الحقيقي وتجسيد لمعاناته وفرصة لمطالباته، ونحن نعلم أن الزملاء في برنامج (كوميدو) يعون هذا الشيء وربما مع حماسهم فات عليهم مثل هذه الملاحظة، وهم مثابرين مجتهدين ويبحثون عن بقعة ضوء (بيضاء) لكن هذه الفقرة قد أزعجتنا مثلما أزعجت المشاهدين، ولا يلام المرء بعد اجتهاده وبانتظار مشاهد تتصالح مع المجتمع والمشاهدين قبل أن تتصادم معه.