كعادته -حفظه الله- كان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز شفافاً إلى أقصى درجات الشفافية وصادقاً وهو يتحدث مع سفراء المملكة الذين يعقدون اجتماعهم الثاني، ضمن سلسلة اللقاءات التي تعقدها وزارة الخارجية للسفراء، للتحاور ومناقشة الإستراتيجية القادمة للسياسة الخارجية للمملكة.
خادم الحرمين الشريفين كان مباشراً وهو «يعاتب» السفراء بعدم الاهتمام بالمواطنين السعوديين في الخارج، ودلل -حفظه الله- على ذلك إقدام بعض السفارات السعودية بإغلاق أبواب السفارات في وجوه المواطنين الذين يقصدون السفارة لمساعدتهم في حل مشكلاتهم.
خادم الحرمين الشريفين وبوضوح تام أوضح لسفراء المملكة بأن واجب السفير وموظفي السفارة هو خدمة المواطنين في البلد الذي يوجدون فيه، إضافة إلى تمثيل الوطن التمثيل المشرّف، ولكن للأسف الشديد هناك بعض السفارات لا تجد من موظفيها أي اهتمام للمواطن، وحتى أن هؤلاء الموظفين لا يكلفون أنفسهم إبلاغ السفير عن شكاوى المواطنين السعوديين، بل إن بعضاً من الدبلوماسيين في بعض السفارات يمتنعون حتى عن استقبال المواطنين السعوديين والتحدث معهم رغم حاجتهم للمساعدة.
هذه الأوضاع لم تعد قائمة في كثير من السفارات، بعد أن أصلح السادة السفراء الأوضاع، إلا أن البعض لا يزال يعيش في أبراج عالية، بعيدين عن هموم الجاليات السعودية التي يتعرض أفرادها إلى مضايقات وابتزاز في بعض الدول.
السفارات في البلدان الأجنبية هي بيوت للسعوديين في الخارج، وإغلاق أبواب السفارات في وجه المواطنين هو إغلاق لأبواب المنازل في وجه سكانها.. ولذلك كان تحذير الملك لسفراء المملكة تحذيراً يجب الاهتمام به كثيراً، لأن عدم الاهتمام بالمواطن خارج الوطن إخلال بواجبات مهام السفارة والسفير، ولذا جاء التحذير متوافقاً مع رؤية القائد، ولما يجب أن يؤديه رجال المملكة داخلها وخارجها، فالجميع مسؤولون ومطلوب منهم تنفيذ توجيهات القائد الذي يسعى إلى تحقيق إصلاح شامل لكل أجهزة الدولة ووحداتها الإنتاجية والخدمية.
* * *
