التكريم الذي جسده خادم الحرمين الشريفين للرئيس العراقي جلال طالباني وتقليده قلادة الملك عبدالعزيز التي لا تُمنح إلا لقادة الدول الشقيقة والصديقة الذين يستحقون حمل هذا الوسام الذي يقترن باسم أهم شخصية معاصرة في التاريخ السعودي له معانٍ كبيرة، وذلك لأن تقليد الرئيس طالباني بقلادة الملك عبدالعزيز يحمل دلالات ومضامين لا تخفى عن المتابع والمراقب الذي يرصد ما تمر به المنطقة في هذه المرحلة البالغة الخطورة والدقة، وبخاصة ما يشهده العراق الشقيق من أحداث وتحولات تتطلب من جميع الأشقاء ومحبيه الوقوف إلى جانب قادته وأبنائه المخلصين والساعين إلى الخروج به من أزماته والعواصف التي تهب عليه من كل جانب.
والوقوف الذي تقوم به المملكة إلى جانب قادة العراق وأبنائه وألزمت نفسها به هو أن تكون على مسافة واحدة من المكونات والأطياف السياسية والدينية والعرقية، شرط أن لا تكون داعماً لموقف سلبي ينال من وحدة الأرض وتماسك الإنسان؛ فالعراق يبقى قوياً وفاعلاً وعراقاً مؤثراً بالحفاظ عليه بلداً واحداً جامعاً للأرض والإنسان دون النيل من وحدة مواطنيه وسلامة أراضيه، ولا يهم أن يكون الكيان الواحد وفق إطار اتحادي تام أو فدرالي، المهم أن يبقى العراق واحداً وأن أهله موحدون وأن يكون ما يرتضونه لوطنهم هي خياراتهم التي لا تُفرض عليهم من خارج وطنهم.
هكذا تنظر المملكة للعراق، وهكذا تتعامل مع جميع قادته وأبنائه الذين يسعون لخير بلادهم، وتكريم الرئيس العراقي جلال طالباني هو تكريم لكل العراقيين الخيرين، وتأكيد أن السعوديين جميعاً ممثلين بقائدهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز داعمون لوحدة أرضه وشعبه وخير معين للعراق في محنته، وأنهم دائماً مستعدون لمساعدته حتى يتبوأ مكانه الطبيعي بين أشقائه الدول العربية، بلداً عزيزاً مساهماً فعالاً في العمل العربي المشترك وقوة إضافية للمنظومة الإسلامية.
***