في ليلة نيرة مباركة وبسعادة غامرة دشن صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض مشاريع تطوير مدينة سدير الصناعية وذلك ضمن حفل نظمته هيئة المدن الصناعية حيث أشار سموه في كلمة ضافية جمعت بين الجغرافيا وتاريخ المنطقة وأبدى إعجابه بالمشروع الذي وصفه بالاستراتيجي المهم والرافد القوي للاقتصاد الوطني ولا شك أن هذه المدينة نقلة نوعية في تأسيس المدن النموذجية وإضافة حضارية ولقد أشار سموه حفظه الله إلى أن موقع المشروع كان عبارة عن صحراء ومكان للصيد واليوم سيصبح مدنا صناعية ولقد أثار سموه الشجون بذكريات هذا المكان حيث كنا ونحن صغار نذهب إليه ونتجول في رحابه وبين رياضه وكان في أيام الربيع يذكرني بقول الشاعر:
|
الأرض قد كسيت رداء أخضرا |
والطل ينثر في رباها جوهرا |
|
سقى الله نجدا والمقيم بأرضها |
سحابا غواد خاليات من الرعد |
والحمد لله أن هذه المدينة تعد ثمرة من ثمرات متابعة سمو الأمير سلمان ولكم تذكرت تاريخ هذه المنطقة من خلال حديث سموه لنا وعن تاريخها وأسرها ذلك التاريخ الذي امتد عبر الزمن وكانت منطقة سدير تشكل منطقة مهمة في تاريخ اليمامة أيام هوذة بن علي حاكم اليمامة وفي إمارة بني حنيفة وما تلا ذلك من إمارات ولقد قال نابغة بني شيبان:
|
أرى البنانة أقوت عند ساكنها |
فذا سدير وأقوى منهم أقر |
وقال عمرو بن الأهتم |
وقوفا بها صحبي علي مطيهم |
يقولون لا تجهل ولست بجهال |
فقلت لهم عهدي بزينب ترتقى |
منازلها من ذي سدير فذي ضال |
فهذه المنطقة ذات تاريخ وذكر وشهرة ومكانة وما أكثر شواهد الشعر وتعدد الشعراء قديماً وحديثاً الذين ذكروها وتحدثوا عن تاريخها وآثارها وورد ذكرها في كتب المنازل والديار كالهمداني وياقوت والحفصي والبكري وابن بشر والفاخري وابن لعبون وابن عيسى والجاسر وابن خميس وابن بليهد وغيرهم ولقد أنجبت عدداً من المؤرخين والعلماء والشعراء والرواة وتاريخا مجيداً حافلاً. وستكون هذه المدينة دافعاً إلى المزيد من التطور والنهضة والعمران مع وجود جامعة في المنطقة وستقوم هذه المدينة بدور حيوي في تنمية المنطق حيث تم تصميمها على أحدث المعايير الدولية. حفظ الله لنا بلادنا التي تعيش اليوم حاضراً زاهراً كما كانت بالأمس ذات مجد وعلم وهي تواصل اليوم المسيرة بكل عزم وقوة ونشاط لتحقيق المزيد من الأهداف الخيرة والغايات النبيلة في ميادين العطاء وضروب الإنتاج ومجالات العمل والتعليم والتقنية والازدهار.
|
|